للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

القوي للتعاون بين القائد وجنوده، ولا تعاون بدون ثقة متبادلة.

وكان يحب رجاله حب الأخ لأخيه، ويحبه رجاله حبا لا مزيد عليه، والحب المتبادل هو العامل الحيوي لإرساء أسس التعاون الوثيق الذي يقود إلى النصر.

وكان يتمتع بشخصية قوية نافذة، جعلت النبي صلى الله عليه وسلم يوليه السرايا التي فيها أمثال أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب وسعد بن أبي وقاص وأبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنهم، ويوليه إمرة المدينة المنورة في بعض غزواته، مما يدل على شخصيته القوية النافذة.

وكانت له قابلية بدنية فائقة، ساعدته على قطع المسافات الشاسعة بسرعة، وتحمل أعباء السفر والقتال، دون كلل ولا ملل ولا تعب ولا إنهاك.

وكان له ماض ناصع مجيد في خدمة الإسلام والمسلمين، وخدمة النبي صلى الله عليه وسلم.

وكان يساوي بينه وبين رجاله، لا يستأثر دونهم الخير، ويترك لهم المتاعب، بل يؤثرهم بالأمن والدعة والاطمئنان، ويستأثر دونهم بالأخطار والمصاعب والمشاق.

وكان يستشير أصحابه، وبخاصة ذوي الرأي منهم، ويأخذ بآرائهم ويضعها في حيز التطبيق العملي.

واستنادا إلى مبادئ الحرب، فقد كان زيد يختار مقصده ويديمه، ويفكر في أقوم وسيلة للوصول إليه، ثم يقرر الخطة المناسبة للحصول عليه.

وكانت سرايا زيد كلها تعرضية، تشيع فيها روح المباغتة، وكانت جميع سراياه عدا سرية مؤتة مباغتة كاملة لأعداء المسلمين، لذلك استطاع الانتصار عليهم بالرغم من قلة قواته بالنسبة إلى كثرة قواتهم، وبالرغم من وجودهم في بلادهم بينما كانت خطوط مواصلات زيد بعيدة عن المدينة قاعدة عمليات المسلمين الرئيسة.