للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المهدي بالدعوة السلفية في نجد خاصة في دعوته إلى محاربة البدع في الدين وأنواع الفساد وقد توفي مهدي السودان في الخرطوم عام ١٨٨٥م دون أن يتعدى تأثير دعوته السودان نفسها.

هـ - في غرب أفريقيا: ظهر تأثير الدعوة السلفية في منطقة غرب أفريقيا في قبيلة إسلامية كبيرة اسمها قبيلة (الفلبي) وكان ذلك في مطلع القرن الثالث عشر الهجري (التاسع عشر الميلادي) وذلك على يد الداعية المسلم (عثمان دانفوديو) الذي عاد من مكة حاجا بعد أن التقى بدعاة السلفية فيها وتأثر بآرائهم وعاد إلى بلاده وكله حماسة وغيرة من أجل إصلاح عقيدة المسلمين هناك على أساس الإسلام الخالص من كل شوائب الشرك والفساد والخرافات. ونجح في ذلك وصار له أتباع كثيرون حارب بهم قبائل الهوسة الوثنية عام ١٢١٧هـ (١٨٠٢) وأسس مملكة (سوكوتو) الإسلامية هناك والتي قدرت مساحتها بأربعمائة ألف كيلو متر مربع وسكانها عشرة ملايين من الأنفس وقد استمرت هذه المملكة حتى بعد وفاة مؤسسها (عثمان دانفوديو) سنة ١٢٣١هـ (١٨١٦م)، لكن لم تلبث أن اصطدمت بقوات الاستعمار البريطاني. وانتهى ذلك بقيام الإدارة البريطانية في (نيجيريا) عام ١٣١٨هـ (١٩٠٠م) بينما بقي أتباعها متحمسين للدعوة ناشرين لها سلميا ومن أبرز هؤلاء الأتباع الداعية المسلم (أحمد بللو) الذي اغتيل في رمضان عام ١٣٨٥هـ (١٩٦٦م) بعد عودته من مكة معتمرا رحمه الله (١).


(١) محمود شاكر: نيجيريا ص٨٨ وأحمد عبد الغفور عطار: محمد بن عبد الوهاب ص٢١٧