للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وكقولك: (لو كانت الشمس طالعة كان النهار موجودا) وتختص مطلقا بالفعل يأتي بعدها، ويجوز أن يليها اسم معمول لفعل محذوف يفسره ما بعده مثل (لو غيرك قالها) وكثيرا ما تأتي بعدها (أن) وصلتها نحو {وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا} (١)

وتعتبر (لو) من حروف التمني كقوله تعالى: {لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً} (٢) فقد تمنى لوط عليه السلام لو أنه وجد عونا على رد قومه وإبعادهم عن أضيافه. وقال القرطبي: (أن) في موضع رفع بفعل مضمر تقديره (لو اتفق أو وقع) وهذا يطرد في (أن) التابعة لـ (لو) وجواب (لو) محذوف أي لرددت أهل الفساد.

وهي أيضا حرف (عرض وطلب) كقولك لصاحبك: (لو تجلس عنا فتستفيد علما) فأنت تعرض عليه الجلوس وتطلبه منه.

وتأتي أيضا (للحض) كأن تقول لصاحبك: (لو فعلت كذا) أي افعل كذا تحضه على الفعل. وهي من (الأحرف المصدرية) تجعل ما بعدها في تأويل مصدر فترادف (أن) المصدرية تقول: (أحب أن تعمل معي فتصيب خيرا) أي إنني أحب عملك معي، وتسمى في مثل هذه الحال (موصولا إضافيا) يوصل بما بعده فيجعله في تأويل مصدر، وأكثر وقوعها بعد فعل (ود) - كما قال ابن هشام (٣) - نحو قوله تعالى: {وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ} (٤) وقوله تعالى: {يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ} (٥) ومنه قول قتيلة:


(١) سورة الحجرات الآية ٥
(٢) سورة هود الآية ٨٠
(٣) في كتاب أوضح المسالك (٣ ـ ١٩٩).
(٤) سورة القلم الآية ٩
(٥) سورة البقرة الآية ٩٦