للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

صغيرة وهو من الذي قيل فيهم: علمهم أكثر من تصانيفهم.

قال الذهبي: " وقرأ الأصول والعربية ودرس وأفتى وصنف، وبرع في المذهب، وبلغ رتبة الاجتهاد، وقصده الطلبة من الآفاق، وتخرج به أئمة وله التصانيف المفيدة والفتاوى السديدة " (١). وقد ترك لنا مؤلفات متنوعة في الفقه وقواعده تدل على سعة علمه وبعد نظره ودقة ملاحظته وكثرة اطلاعه. قال أكثر مترجميه: إنه بلغ رتبة الاجتهاد، وقال ابن الحاجب: إنه أفقه من الغزالي (٢)، وذكرت كتب التراجم أنه أول من ألقى التفسير دروسا في مصر (٣).

فيظهر من هذا أن تدريس التفسير توقف فترة من الزمن بمصر واقتصر فيه على التأليف، فأعاد العز تدريسه، فكان أول من ألقاه دروسا بجانب العلوم الأخرى.

وقد اشتهر العز عند الباحثين بأنه فقيه مجتهد ولم يشتهر بالتفسير مع أنه ترك لنا ثروة عظيمة في التفسير احتوتها مؤلفاته المتعددة في التفسير وعلومه، فله تفسير كامل للقرآن الكريم، كما قام باختصار تفسير الماوردي " النكت والعيون " الذي أنا بصدد دراسته، وألف في مجاز القرآن كتابه " الإشارة إلى الإيجاز في بعض أنواع المجاز "، أبرز فيه ما اشتمل عليه كتاب الله من فنون البيان والمعاني، وحقق ما فيه من إعجاز لم يستطع العرب الفصحاء أن يأتوا بمثله رغم ما كانوا يجيدون من فنون القول.


(١) راجع: النجوم الزاهرة (٧/ ٢٠٨)
(٢) راجع: طبقات الشافعية لابن السبكي (٨/ ٢١٤).
(٣) راجع: حسن المحاضرة للسيوطي (١/ ٣١٥) وطبقات الشافعية للأسنوي (٢/ ١٩٩).