للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فترة قريبة) وكلا الولدين، اللذين أتقنا قراءة القرآن الكريم من مواليد أمريكا عمر أحدهما ١٢ سنة وعمر الآخر ٦ سنوات وبهذا فإنهما سيكونان أول ولدين في الولايات المتحدة الأمريكية يقرآن القرآن الكريم باللغة العربية (١).

كان ذلك السبق لهذه الجالية في ميدان التعليم، في وقت فقد المسلمون فيه استعمال اللغة العربية بسرعة، ولم يكن قسم منهم يجرؤ عن كشف هويته الإسلامية، فالعديد منهم تزوجوا نصرانيات واتخذوا لأنفسهم أسماء أمريكية (٢) ووقف كثيرون من الآباء حيارى أمام استقلالية وعقوق أبنائهم في المهجر، وعبر كثيرون عن قلقهم بشأن مستقبل أبنائهم قائلين (لقد خسرنا أبناءنا في أمريكا) (٣) فغدا الآباء يتكلمون بالعربية في البيت والأبناء يردون عليهم بالإنجليزية، لأنها أسهل عليهم، ولأن بعضهم ينظر إليها نظرة احترام أكثر. حتى رأى ورنر warner أن الآباء يتعلمون الإنجليزية عن طريق أبنائهم (٤) ولقد حاول الآباء مقاومة هذا التيار العاتي الذي سيجرف أبناءهم لا محالة. حاولوا تربيتهم تربية إسلامية، ولكن بعد فوات الأوان، لذلك قوبلت المقاومة من الجيل الأول بمقاومة أعنف من قبل الجيل الثاني، مما أدى إلى فقدان سيطرة الأب على الأسرة. فأصبح من الشكاوي المألوفة عند الزوجة المسلمة في ديترويت مثلا، أن تصف زوجها بقولها: " أنه لا يعرف كيف يضبط ويربي الأولاد، إنهم لا يصغون إلى نصائحنا فهم يقضون معظم أوقاتهم خارج البيت، ولا يأتون إلى البيت إلا عند الأكل أو النوم " (٥) فأية خسارة أفدح من هذه؟ ولقد كان أكثر جرأة وصراحة ذلك الأب الذي ألقى باللوم على نفسه أولا وأخيرا في ضياع أخلاق أبنائه ونسيانهم اللغة العربية عندما قال: " إنه ذنبي أنا، لقد أجرمت بإحضار أبنائي إلى أمريكا ".

لا شك أن الآباء يتحملون المسؤولية إذا لم يوجهوا أبناءهم الوجهة


(١) Ibid، p. ٦٦.
(٢) . mehdi، p. ٩٣.
(٣) . abraham، arabs in the new world، p. ١٩.
(٤) . elkoly، p. ٨٧.
(٥) . wanew / r، w. loyd. Structure of american life. Edinburg، ١٩٥٢، p. ١٢٥.