تعتبر مدرسة توليدو التي تدرس في نهاية كل أسبوع أحد الأمثلة على المدرسة الإسلامية في أمريكا، ذلك أن الجالية الإسلامية التي يرجع تاريخها في توليدو إلى سنة ١٩٣٩، استطاعت في سنة ١٩٥٥ أن تبني مسجدا وتؤسس مدرسة تابعة له، وقد كان الهدف من تأسيس مدرسة توليدو تعليم أعضاء الجالية وأبنائهم روح وفلسفة وثقافة الدين الإسلامي والوفاء بحاجات الأعضاء الدينية وتعليم الطلاب اللغة العربية والتاريخ الإسلامي، كما عملت هذه المدرسة على الإبقاء على وحدة وتعاون وتميز سائر أعضاء الجالية الإسلامية في تلك المدينة التي يفتخر مسلموها بأنها تحمل اسما إسلاميا هو اسم طليطلة في الأندلس.
وقد بدأت المدرسة بحماس ونشاط كبيرين، وكان حضور الطلاب عاليا في البداية وكان آباؤهم يرسلونهم إلى المدرسة يومي السبت والأحد من كل أسبوع لمدة أربع ساعات كل يوم. وما إن بدأ الطلاب يتفهمون أصول اللغة العربية والدين الإسلامي حتى فوجئ المسئولون بعد عدة أشهر بتسرب مفاجئ لعدد من هؤلاء لأسباب كثيرة، منها:
- عدم مقدرة الآباء على الاستمرار في إرسال أبنائهم إلى المدرسة في كلا اليومين الوحيدين اللذين يمكنهم فيهما الاستراحة أو قضاء بعض الواجبات البيتية المتراكمة لنهاية الأسبوع، وعدم رغبة الطلاب في دراسة خمسة أيام في المدارس الأمريكية ويومين في المدرسة الإسلامية مما يثقل عليهم ولا يدع لهم أية فرصة للراحة خاصة وأن كافة زملائهم كانوا يستمتعون خلال إجازة نهاية الأسبوع.
- عدم كفاءة المدرسين الذين قدموا من مصر وغيرها من الدول العربية وعدم إلمامهم بطرق تدريس هؤلاء الطلاب الذين يلقون كل عطف وتشجيع من مدرسي المدارس الأمريكية في حين يعاملهم مدرسو المدرسة الإسلامية بالطريقة التقليدية غير المألوفة لدى هؤلاء الذين ولد معظمهم في أمريكا.