للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أما التي في الدنيا: فيذهب البهاء ويورث الفقر وينقص العمر، وأما التي في الآخرة: فسخط الله وسوء الحساب وعذاب النار (١)» أخرجه ابن حجر الهيثمي معلقا بصيغة قال صلى الله عليه وسلم، وهذا النوع في حكم الصحيح عند المحدثين.

١٤ - ثقله في كفة السيئات، فقد أخرج ابن حبان في صحيحه، أنه صلى الله عليه وسلم قال: «تعبد عابد من بني إسرائيل فعبد الله في صومعته ستين عاما، فأمطرت الأرض فاخضرت، فأشرف الراهب من صومعته، فقال: لو نزلت فذكرت الله فازددت خيرا، فنزل ومعه رغيف أو رغيفان، فبينما هو في الأرض لقيته امرأة فلم يزل يكلمها وتكلمه حتى غشيها، ثم أغمي عليه فنزل الغدير؛ ليستحم فجاء سائل فأومأ إليه أن يأخذ الرغيفين، ثم مات، فوزنت عبادته ستين سنة بتلك الزنية فرجحت الزنية بحسناته، ثم وضع الرغيف أو الرغيفان مع حسناته، فرجحت حسناته فغفر الله له (٢)».

وهذه اللمحة من أضرار الزنا تكفي العاقل وإلا فأضراره الدنيوية والأخروية تستوعب مئات الصفحات.

واعلم أن من الزنا ما هو مقصور على بعض الأعضاء، فالنظر بالشهوة إلى المرأة والأمرد زنا كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «زنا العين النظر، وزنا اللسان النطق، وزنا اليد البطش، وزنا الرجل الخطى، والقلب يهوى ويتمنى، ويصدق ذلك الفرج أو يكذبه (٣)».

ومن الزنا فاحشة قوم لوط، بل هي أقبح من كل قبيح وأخبث من كل خبيث، وقد سماها الله تعالى منكرا وفاحشة وجعلها من الخبائث ومن الفسوق، ووصف مرتكبيها بأنهم قوم سوء.


(١) رواه ابن الجوزي والبيهقي.
(٢) رواه ابن حبان.
(٣) صحيح البخاري القدر (٦٦١٢)، صحيح مسلم القدر (٢٦٥٧)، سنن أبو داود النكاح (٢١٥٢)، مسند أحمد بن حنبل (٢/ ٥٣٦).