للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الغسَّاني. ورأى أبا عمر بن عبد البر، وحج سنة تسع وستين، ولقي الحسين بن عليّ الطَّبري، وابن أبي ذر، فحمل عنهما الصحيحين، ولقي بمصر أبا الفضل عبد الله بن حسين الجوهري، ولقي بالمهدية محمد بن معاذ التَّميميَّ.

وكان حافظاً للحديث وطرقه وعلله، عارفاً بأسماء رجاله ونقلَتُهُ، ذاكراً لمتونه ومعانيه، قاله ابن بشكوال، ثم قال: قرأتُ بخط بعض أصحابنا أنَّه سمع أبا بكر بن عطيَّة يذكرُ أنَّه كرَّرَ على صحيح البخاري سبعمائة مرة. وكان أديباً شاعراً لغويًّا ديِّنًا فاضلاً، أكثر النَّاس عنه، وكُفَّ بصرُهُ في آخر عمره. وكتب إلينا بإجازة ما رواه. ولد سنة إحدى وأربعين وأربعمائة، وتوفي بغرناطة في جمادى الآخرة.

٣٤٣ - الفضل بن محمد بن أحمد بن أبي منصور، أبو القاسم الأبيوردي العطار.

أحد شيوخ نيسابور، كان صالحًا عفيفًا، حسن السيرة، عابدًا، جاور بمكة مدة، وسمع: فضل الله بن أبي الخير الميهني، وأبا عثمان الصابوني، وأبا القاسم القشيري.

روى عنه: عمر الفرغولي، وإبراهيم بن سهل المسجدي، ويوسف بن شعيب وجماعة.

وأجاز لأبي سعد السمعاني، وهو الذي ترجمه وقال: توفي في سادس صفر بنيسابور.

وقال عبد الغافر: شيخ مشهور، معمر، نيف على المائة، وكان كثير العبادة، مشتغلًا بنفسه، سمع الكثير من مثل: أبي الحسين عبد الغافر، وابن مسرور.

وسمى جماعة، ثم قال: وسمع معجم البغوي من أبي نصر الإسفراييني، رحل إليه إلى إسفرايين، وعاش حتى قرئ عليه الكثير، وقد سمع سنن الدارقطني عاليًا، وانقطع إسناده بموته، رواه عن النوقاني، عنه، رواه عنه أبو سعد الصفار.

وقال السمعاني: امتد عمره حتى أناف على المائة، وكان كثير العبادة.

<<  <  ج: ص:  >  >>