وفي ذي القعدة عاد القاضي مجد الدّين يحيى بن الربيع مدرّس النّظامية، وكان قد نُفِّذ رسولًا إلى شهاب الدّين الغُوريّ.
وفيها قدِم الأمير مجد الدين طاشتِكين بعسكره من خُوزستان، ثم توجه في خامس ذي القعدة حاجًا ومحاربًا للمعز إسماعيل ابن سيف الإسلام، وخرج نائب الوزارة نصير الدين ناصر بن مهدي فتوجّه إلى الحِلّة لاستعراض العساكر الّتي تحجّ مع طاشتكين، فاستعرضهم، وتوجّهوا، فلمّا وصل طاشتكين أرسل إلى إسماعيل يحذره عواقب فعله وينكر عليه، فلم يردعه العتب، فراسل طاشتكِين أمراء اليمن يحثّهم على محاربته ويأمرهم بالجهاد، وكانوا كارهين ما ادّعاه إسماعيل من ادّعاء الإمامة، فأجاب أكثرهم إلى ذلك، وكان إسماعيل يركب في أُبَّهَة المُلك، ويحترز كثيرًا على نفسه، فتحالف القرابليّ وأخوه السابق وعيسى بن حوك على اغتياله فركض يوما خلف وحش فوثب عليه القرابلي فحل كتفه بضربة، وضربه السّابق بدد أمعاءه، وناديا بشعار الدّولة العبّاسية، فلبى دعوتهما جمعُ من الأمراء، ونزلا من خوفهما مركباً، وهبّت لهم ريح، فسارا في خمسة أيّام فوصلا جُدة، ثم أتيا مكَّة، فخلع عليهما طاشتِكين، ونفّذ بهما إلى بغداد، فاختارا أن يكونا في خدمة طاشتِكين بخوزستان.
وفيها خُلع على الأمير طُغرل المستنجديّ زعيم البلاد الجبليّة.
وفيها وقع الغلاء المُفرِط ببلاد الشّراة.
[سنة ثمان وتسعين وخمسمائة]
في المحرّم خُلِع ببغداد على أبي الحسن عليّ بن سلمان الحلّي وقُلّد قضاء القضاة.
وفي رابع عشر صَفَر وصل الأمير طاشتكين من مكة وفي صحبته أبو أيّوب حنظلة بن قتادة بن إدريس العلويّ المتغلّب أبوه على مكّة يسأل أن يُقرّ والده على الإمارة.
وفيها خرج قَفَلٌ كبير من بغداد إلى الشّام، فأخذهم بزغش مملوك ابن مهارش، وقُتل من القَفَل نفرٌ يسير، فرجع التّجّار فقراء، فتقدّم الخليفة إلى علاء الدين تتامش بالخروج في عسكره، فقصد بزغش وأصحابه، فظفر بهم