قال الحاكم: كان من المجتهدين في العبادة الليل والنهار، ولو اقتصر على سماعه الصحيح يعني من المسمين، لكان أولى به. لكنه حدث عن جماعةٍ أشهد بالله أنه لم يسمع منهم. وقد سألته سنة ثمانٍ وثلاثين عن سنه فقال لي: ستٌّ وثمانون سنة. وأدخلت الشام وأنا ابن اثنتي عشرة سنة. وسمعته يقول: أخرجت في مشايخي من اسمه أحمد، فخرج مائة وعشرون شيخًا. دخلت عليه سنة تسعٍ وثلاثين فقال: قد حلفت أن لا أحدث أحدًا. ثم بعد ساعة قال: حدثنا أبو سعيد، قال: حدثنا محمد، فذكر حكايةً. ولا أعلم أن أبا حامد وضع حديثًا أو أدخل إسنادًا في إسنادٍ. إنما المنكر روايته عن قوم تقدم موتهم، والنفس تأبى ترك مثله، والله المستعان.
وقال ابن عساكر في تاريخه: روى عن: أحمد بن شيبان الرملي، وأحمد بن الأزهر، وأحمد بن يوسف السلمي، وعيسى بن أحمد العسقلاني البلخي، ومسلم بن الحجاج، وإسحاق الدبري؛ وسمى طائفةً.
وعنه: الحاكم، وأبو أحمد بن عدي، ومنصور بن عبد الله الخالدي، وأبو عبد الرحمن السلمي، وأحمد بن أبي عمران الهروي، وأبو عبد الله بن منده، وعلي بن محمد الطرازي، وعبد الرحمن بن محمد السراج.
قال الحاكم: قد حدث قديمًا، فأخبرنا أبو القاسم الحسن بن محمد السكوني - ثقة -، قال: حدثنا سعيد بن عبد الله الأنباري ابن عجب، قال: حدثنا محمد بن معاذ، قال: حدثنا أحمد بن علي النيسابوري، قال: حدثنا أبو حاتم الرازي، قال: حدثنا محمد بن عثمان التنوخي، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة، عن نافع، عن ابن عمر مرفوعًا: من أتى الجمعة فليغتسل.
قال: ودخلت يومًا عليه فقال: ألا تراقبون الله في توقير المشايخ؟ أما لكم حياء يحجزكم؟ فسألته ما أصابه، فقال: جاءني أبو علي المعروف