حينئذ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ألا تسمعون ما يقول هذا؟ فقال أبو ثعلبة: والذي نفسي بيده لتظهرن عليها. قال: فكتب له بها.
وقال عمر بن عبد الواحد الدمشقي، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن إسماعيل بن عبيد الله قال: بينا أبو ثعلبة الخشني، وكعب جالسين، إذ قال أبو ثعلبة: يا أبا إسحاق، ما من عبد تفرغ لعبادة الله إلا كفاه الله مؤونة الدنيا، قال: أشيء سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أم شيء تراه؟ قال: بل شيء أراه، قال: فإن في كتاب الله المنزل: من جمع همومه هما واحدا، فجعله في طاعة الله، كفاه الله ما أهمه، وكان رزقه على الله، وعمله لنفسه، ومن فرق همومه، فجعل في كل واد هما، لم يبال الله في أيها هلك، ثم تحدثا ساعة، فمر رجل يختال بين بردين، فقال أبو ثعلبة: يا أبا إسحاق بئس الثوب ثوب الخيلاء، فقال: أشيء سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: بل شيء أراه، قال: فإن في كتاب الله المنزل: من لبس ثوب خيلاء لم ينظر الله إليه حتى يضعه عنه، وإن كان يحبه.
وقال خالد بن محمد الوهبي والد أحمد: سمعت أبا الزاهرية قال: سمعت أبا ثعلبة يقول: إني لأرجو أن لا يخنقني الله عز وجل كما أراكم تخنقون عند الموت، قال: فبينما هو يصلي في جوف الليل قبض وهو ساجد.
قال أبو حسان الزيادي: توفي سنة خمس وسبعين.
١٣٠ - ع: أبو جحيفة السوائي اسمه وهب بن عبد الله، ويقال له: وهب الخير.
من صغار الصحابة، توفي النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو مراهق، وكان صاحب شرطة علي، وكان إذا خطب علي يقوم تحت منبره.
روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وعن علي، والبراء.
روى عنه علي بن الأقمر، وسلمة بن كهيل، والحكم بن عتيبة، وابنه عون بن أبي جحيفة، وإسماعيل بن أبي خالد، وغيرهم.
توفي سنة إحدى وسبعين، والأصح أنه توفي سنة أربع وسبعين،