وقال جمال الإسلام: قال لنا عبد العزيز الكتاني: لما قرأنا على أبي محمد بن أبي نصر بعض الجزء، قلت: قد تكلموا في ابن زبان. فقطع علي أبو محمد القراءة وامتنع من الرواية عنه.
قلت: صدق ابن ماكولا، مثل هذا لا يوجب ترك الرجل.
قال الكتاني: وكان يعرف ابن زبان بالعابد لزهده وورعه، وحديثه بعلو عند الكندي، وأنا فأتهمه في لقي مثل هشام. فالله أعلم.
٢٤٢ - أحمد بن شاذان بن إبراهيم بن الحكم، أبو الحسين البلخي.
له رواية.
٢٤٣ - أحمد بن محمد بن إسماعيل، أبو جعفر ابن النحاس المصري النحوي اللغوي.
رحل إلى الشام، وأخذ عن الزجاج. وكان ينظر بابن الأنباري ونفطويه ببلده. له كتاب إعراب القرآن، وكتاب المعاني، وكتاب اشتقاق الأسماء الحسنى، وكتاب تفسير أبيات سيبويه، والكافي المؤلف في النحو. وفسر عشرة دواوين وأملاها. وروى كثيرا عن: علي بن سليمان الأخفش الصغير.
وكان حاذقا، بارعا، كبير الشأن. سمع الحديث من: الحسن بن غليب، ونحوه.
وقيل: كان شديد التقتير على نفسه. ربما وهبوه العمامة، فيقطعها ثلاث عمائم.
وروى أيضا عن: محمد بن جعفر بن أعين، وأحمد بن شعيب النسائي، وبكر بن سهل الدمياطي، وجعفر الفريابي، وعمر بن أبي غيلان، ومحمد بن الحسن بن سماعة الكوفي، وإبراهيم بن السري الزجاج.
وغلط ابن النجار في قوله: إنه سمع من المبرد، فإنه لم يدركه.
روى عنه: أبو بكر محمد بن علي الأدفوي مصنفاته. ووصفه بمعرفة النحو أبو سعيد بن يونس، وقال: توفي في ذي الحجة. وقيل: إنه جلس على درج مقياس نيل مصر يقطع لبعض الطلبة بيتا من الشعر، فسمعه جاهل فقال: هذا يسحر النيل حتى لا يزيد. فدفعه برجله فألقاه في النيل، فعدم.