٤٠٧ - مديني بن علي بن أحمد بن علي أبو بكر التميمي، الخُراساني، المقرئ بالألحان بأصبهان بين يدي الوعّاظ.
كان صالحًا، مستورًا، سمع: أبا مطيع المضري، وأبا العباس بن أشتة.
كتب عنه: أبو سعد السمعاني، وقال: توفي في ذي الحجة، كتب إليّ بذلك معمّر بن الفاخر.
٤٠٨ - مسعود بن محمد بن ملكشاه السلطان غياث الدين، أبو الفتح، السلجوقي.
سلّمه والده السلطان محمد في سنة خمسٍ وخمسمائة إلى الأمير مودود صاحب الموصل ليربيه، فلما قُتل مودود وولي الموصل الأمير آقسنقر البُرسقي، سلّمه والده إليه أيضًا، ثم سلّمه من بعده إلى خوش بك صاحب الموصل أيضًا، فلما توفي والده وتملّك بعده ولده السلطان محمود، حسّن خوش بَك للسلطان مسعود الخروج على أخيه، وطمّعه في السلطنة، فجمع مسعود العساكر، وقصد أخاه، فالتقيا بقرب همذان في سنة أربع عشرة، أو في أواخر سنة ثلاث عشرة وخمسمائة، فكان الظفر لمحمود، ثم تنقلت الأحوال بمسعود، وآل به الأمر إلى السلطنة، واستقلّ بها في سنة ثمان وعشرين، ودخل بغداد، واستوزر الوزير شرف الدين أنوشروان بن خالد وزير المسترشد بالله، قال ذلك ابن خلِّكان، وقال: كان سلطانًا، عادلًا، ليّن الجانب، كبير النفس، فرّق مملكته على أصحابه، ولم يكن له من السلطنة غير الاسم، ومع هذا فما ناوأه إلا وظفر به، وقتل خلقًا من كبار الأمراء، ومن جملة من قتل الخليفتان المسترشد والراشد، لأنه وقع بينه وبين المسترشد وحشة قبل استقلاله بالمُلك، فلما استقل استطال نوّابه على العراق، وعارضوا الخليفة في أملاكه، فتجهّز وخرج لمحاربته، وكان السلطان مسعود بهمذان، فجمع جيشًا عظيمًا، وخرج للقائه، فتصافّا بقرب همذان، فكُسر جيش الخليفة وانهزموا، وأسر الخليفة في طائفة من كبار أمرائه، وأخذه مسعود أسيرًا، وطاف به معه في بلاد أذربيجان، فقتل على باب مراغة كما ذكرنا، ثم أقبل مسعود على اللهو