للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فِي النوم شمس الدولة تورانشاه بعد موته، فمدحته بأبيات وهو فِي القبر، فلف كفنه ورماه إليّ، ثم قَالَ:

لا تستقلن معروفًا سمحتُ به … ميتًا فأمسيت منه عاريَ البدن

ولا تظننَ جودي شَانَهُ بَخَل … من بعد بذْليَ ملك الشام واليمن

إني خرجتُ من الدنيا وليس معي … من كل ما ملكت كفي سوى كَفني

تورانشاه: معناه ملك الشرق (١).

قال ابن الأثير (٢): كان لما قدم من اليمن وعمل نيابة دمشق قد ملك بعلبك، ثم عوّضه أخوه عنها بالإسكندرية إقطاعًا، فذهب إليها. وكان له أكثر بلاد اليمن، ونوّابه هناك يحملون إليه الأموال من زبيد، وعدن، وما بينهما. وكان أجود الناس وأسخاهم كفًّا، يخرج كل ما يحمل إليه من البلاد، ومع هذا مات وعليه نحو مائتي ألف دينار، فوفّاها أخوه صلاح الدين عنه. وكان منهمكًا على اللهو واللعب، فيه شر وظلم.

٢٠٠ - حمّاد بن إبراهيم بن إسماعيل بن إسحاق بن أحمد بن شيث بن نصر بن شيث بن الحكم بن أفلذ بن أبان بن عقبة بن يزيد، الإمام قِوام الدين أبو المحامد ابن الإمام ركن الدين أبي إسحاق ابن الإمام أبي إبراهيم الوائليّ، البخاريّ ابن الصّفّاري الحنفيّ.

سمع من أبيه، وإسماعيل بن أحمد بن الحسين البيهقيّ. وعنه إسماعيل بن محمد البيلقيّ، وإبراهيم بن سالار الخُوارزميّ، وأبو الفضل عبيد الله بن إبراهيم المحبوبيّ، والأديب أبو عليّ الحسين بن عمر التّرمذيّ، وبرهان الإسلام عمر بن مسعود بن مازة، وآخرون آخرهم موتًا تاج الإسلام محمد بن طاهر بن محمد الخُداباذيّ البخاريّ، نقلت ذلك من خط الفرَضيّ (٣).

ثم قال: وأبوه ركن الدين من كبار مشايخ بخارى. سمع على والده، وعلى عمر بن منصور البزّاز المعروف بخَنب، وعبد العزيز بن المستقر


(١) من وفيات الأعيان ١/ ٣٠٦ - ٣٠٩.
(٢) الكامل ١١/ ٤٦٨ - ٤٦٩.
(٣) هو شيخ الذهبي أبو العلاء محمود بن أبي بكر الفرضي الحنفي المتوفى سنة ٧٠٠ هـ (معجم شيوخ الذهبي ٢/ ٣٣٨).