للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مشهودًا، وأمن النّاس وتراجعوا إلى المدن التي أخذها الخبيث. وكان ظهوره من سنة خمسٍ وخمسين.

قال الصُّولي: إنه قتل من المسلمين ألف ألف وخمسمائة ألف آدميّ، وقتل في يومٍ واحدٍ بالبصرة ثلاثمائة ألف. وكان له منبرٌ في مدينته يصعد عليه ويسبّ عثمان وعليّ ومعاوية وطلحة والزُّبير وعائشة، وهو رأي الأزارقة. وكان ينادى على المرأة العلويّة بدرهمين وثلاثةٍ في عسكره، وكان عند الواحد من الزَّنج العشرة من العلويّات يطأهنّ وتخدمن نساءهم، ومدح الشعراء الموفَّق.

وفي نصف شعبان أعيد المعتمد إلى سامرّاء، ودخل بغداد ومحمد بن طاهر بين يديه بالحربة والحسن في خدمته كأنه لم يحجر عليه.

وفيها انبثق ببغداد في الجانب الغربيّ بثق في نهر عيسى، فجاء الماء إلى الكرخ، فهدم سبعة آلاف دار.

وفيها ظهر أحمد بن عبد الله بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن عبد الله بن حسن بن حسن بالصّعيد، وتبعه خلق. فجهّز أحمد بن طولون لحربه جيوشًا، وكانت بينهم وقعات وظفروا به وأتوا ابن طولون به فقتله. ومات بعده ابن طولون بيسير.

وفيها ظهرت دعوة المهديّ باليمن، وكان قبلها بنحو سنتين قد سيّر والده عبيدة، جّد بني عبيد خلفاء المصريّين الروافض الملاحدة الذي زعم أنه ابن محمد بن إسماعيل بن جعفر الصّادق، داعيين لولده عبد الله المهديّ، أحدهما أبو القاسم بن حوشب الكوفّي، والآخر أبو الحسن، فدعوا إلى المهديّ سرًّا. ثمّ سيّر والد المهديّ داعيًا آخر يسمّى أبا عبد الله، فأقام باليمن إلى سنة ثمانٍ وسبعين، فحجّ تلك السّنة، واجتمع بقبيلة من كتامة، فأعجبهم حاله، فصحبهم إلى مصر، ورأى منهم طاعةً وقوّة، فصحبهم إلى المغرب، فكان ذلك أوّل شأن المهديّ.

وفيها نازلت الرّوم طرسوس في مائة ألف وبها يازمان الخادم، فبيَّتهم ليلًا وقتل مقدّمهم وسبعين ألفًا. وأخذ منهم صليبهم الأكبر وعليه جواهر لا قيمة لها، وأخذ من الخيل والأموال والأمتعة ما لا ينحصر، ولم يفلت منهم إلا القليل؛ وذلك في ربيع الأوّل. وكان فتحًا عظيمًا عديم المثل منَّ الله به على الإسلام يوازي قتل الخبيث صاحب الزنج. والحمد لله وحده.

<<  <  ج: ص:  >  >>