٢٩٠ - مروان بن عبد الله بن مروان بن محمد، أبو عبد الملك البلَنسيّ، قاضي بلَنسِية ورئيسها.
سمع من أبي الحسن بن هُذيل، وأبي عبد الله بن سعيد الدّاني، وأبي الوليد ابن الدبّاغ. وأجاز له أبو عليّ بن سكّرة، وجماعة.
ووُلي القضاء سنة تسع وثلاثين، ثم تأمّر ببلده عند انقراض الدولة اللمتونيّة في شوّال من سنة تسع، وبويع بالإمرة في صفر سنة أربعين. ثم خُلع بعد قليل، وحبسه اللمتونيّون في حصن نيف عشرة سنة. ثم خلّص وسار إلى مرّاكش وحدّث بها.
قال الأبّار: أخذ عنه أبو محمد، وأبو سليمان ابنا حوط الله، وعقيل بن عطيّة، وأبو الخطّاب بن الجميّل، وأخوه عثمان. ومات بمرّاكش وله أربع وسبعون سنة.
٢٩١ - مسعود بن محمد بن مسعود. قطب الدين النيسابوريّ أبو المعالي الطُرَيثيثيّ، الفقيه الشافعيّ، نزيل دمشق.
ولد سنة خمس وخمس مائة. ورأى: أبا نصر عبد الرحيم ابن القشيريّ. وتفقّه بنيسابور على ابن يحيى. وقرأ الأدب على والده أبي عبد الله الطُرَيثيثيّ. ثم رحل إلى مرو، فتفقّه على أبي إسحاق إبراهيم بن محمد المَروَزيّ. وسمع من هبة الله السّيدّيّ، وعبد الجبّار البيهقيّ.
ودرّس بنظاميّة نيسابور نيابة، واشتغل بالوعظ. وورد بغداد ووعظ بها، وحصل له القبول التام. وكان ديّنًا، عالمًا، متفنّنًا.
ثم راح إلى دمشق سنة أربعين، وأقبلوا عليه، ودرّس بالمجاهديّة ثم بالزاوية الغزاليّة بعد موت أبي الفتح نصر الله المصّيصيّ. وكان حسن النّظَر.
ثم خرج إلى حلب، وولي بها تدريس المدرستين اللتين بناهما نور الدين وأسد الدين، ثم مضى إلى همَذان وولي بها التدريس مدّة، ثم عاد إلى دمشق، ودرّس بالغزاليّة وحدّث، وتفرّد برياسة الشافعية.
قال القاسم ابن عساكر: كان حسن الأخلاق، متودّدًا، قليل التصنّع.