للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قدامة، وآخرون، وآخر من روى عنه بالإجازة: الرشيد أحمد بن مسلمة (١)، وتوفي في شوال، وله اثنتان وثمانون سنة.

أخبرنا عبد الحافظ، قال: أخبرنا ابن قدامة، قال: أخبرنا أبو محمد عبد الواحد، قال: أخبرنا الحسين بن طلحة، قال: حدثنا الحسن بن الحسين ابن المنذر، قال: حدثنا عمر بن دينار إملاء، قال: حدثنا أبو يزيد يوسف بن يزيد بن كامل، قال: حدثنا ابن أبي مريم، قال: حدثنا عثمان بن مكتل، وأنس بن عياض؛ قالا: حدثنا الحارث بن عبد الرحمن، عن عبد الرحمن مولى أبي هريرة، عن أبي هريرة، عن رسول الله قال: «أحب البلاد إلى الله مساجدها، وأبغض البلاد إلى الله أسواقها» (٢).

قال ابن النجار (٣): كان عبد الواحد شيخا صالحا على طريقة السلف.

٦١ - عبد الهادي بن محمد بن عبد الله بن عمر بن مأمون، أبو عروبة السجستاني الزاهد شيخ الصوفية وإمام سجستان.

يحول من الماضية إلى هنا (٤)، فإن فيها ورخه الحافظ يوسف بن أحمد الشيرازي، وقال: كان للمذهب ركنا وثيقا، ولأهل الحديث حصنا منيعا، وكان صلب الدين، خلف جده وخاله في الرد على المبتدعين، وكانت أوراده تستغرق ليله ونهاره، ومناقبه لا تنتهي حتى ينتهى عنها.

وقد سمع عنه الحفاظ لما حج كأبي مسعود كوتاه، وأبي العلاء العطار، وابن ناصر.

رحل (٥) إليه الحافظ عبد القادر (٦)، فأكثر عنه، وقال: سمع الحديث من


(١) هو الشيخ الخامس والثلاثون في مشيخته، تخريج الزكي البرزالي، ص ٧٢.
(٢) حديث صحيح أخرجه مسلم ٢/ ١٣٢، وابن خزيمة (١٢٩٣)، والبيهقي ٣/ ٦٥، وابن عبد البر في جامع بيان العلم ٢/ ٥٠، والبغوي في شرح السنة (٤٦٠) من طريق الحارث ابن عبد الرحمن، به.
(٣) تاريخه ١/ ٢٢٥. وينظر تاريخ ابن الدبيثي، الورقة ١٧٠ (باريس ٥٩٢٢).
(٤) ذكره المصنف أولًا في سنة ٥٦١ بناء على ما نقله عن عبد القادر الرهاوي، كما سيأتي. وقد نقل أكثر النساخ الترجمة إلى هذا الموضع، وسأشير إلى بداية المادة المذكورة في ترجمة سنة ٥٦١.
(٥) من هنا تبدأ الترجمة التي كتبها المصنف في وفيات سنة ٥٦١.
(٦) هو عبد القادر بن عبد القاهر الرهاوي المتوفى سنة ٦١٢.