للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

معاوية وعين أبرهة بن الصباح. ثم هادنهم عبد الله ورد. ثم غزيت في زمن هشام ولم تفتح، ثم غزيت زمن المنصور، ثم غزاها تكين التركي، ثم غزاها كافور صاحب مصر، ثم غزاها ناصر الدولة ابن حمدان، فبيتوه ورد مهزوما. وغزاها تورانشاه أخو السلطان صلاح الدين في سنة ثمان وستين وخمسمائة ووصل إلى أبريم ولم تفتح إلى الآن كما قال ابن عبد الظاهر:

هذا هو الفتح لا شيء سمعت به في شاهد العين لا ما في الأسانيد وفي ذي الحجة عقد للملك السعيد على ابنة الأمير الكبير سيف الدين قلاوون الألفي على صداق خمسة آلاف دينار، وكتب الكتاب محيي الدين ابن عبد الظاهر وقرأه، فخلع عليه وأعطي مائة دينار وأوله: الحمد لله موفق الآمال لأسعد حركة، ومصدق المقال لمن جعل عنده أعظم بركة، ومحقق الإقبال لمن أصبح نسيبه سلطانه وصهره ملكه؛ إلى أن قال: وبعد فلو كان إيصال كل شيء بحسب المتصل به لما استصلح البدر شيئا من المنازل لنزوله ولا الغيث شيئا من الرياض لهطوله، ولا الذكر الحكيم لسانا من الألسنة لترتيله، ولا الجوهر الثمين شيئا من التيجان لحلوله .. ومنه: فخطب إليه أسعد البرية، وأمنع من تحميها السيوف المشرفية، وأعز من تسبل عليها ستور الصون الخفية، وتضرب دونها خدور الجلالة الرضية، وتتجمل بنعوتها العقود كيف لا وهي الدرة الألفية.

وفي ذي الحجة سار السلطان إلى الكرك وجعل فيه الطواشي شمس الدين صواب السهيلي ثم قدم دمشق.

الزلزلة

وفيها كانت زلزلة عظيمة بخلاط أخربت كثيرا من دورها، وهلك جماعة تحت الردم واتصلت بأرجيش فأخربتها وخسفت منها مواضع، وأما ماردين وميافارقين فشعثت فيها.

<<  <  ج: ص:  >  >>