مع الشعراء، وإنما كانت الشعراء تدخل على الخلفاء في العام مرة، فأنشده:
طرقتك زائرة فحي خيالها بيضاء تخلط بالحياء دلالها قادت فؤادك واستقاد وقبلها قاد القلوب إلى الصبا وأمالها منها:
هل يطمسون من السماء نجومها بأكفهم أو يسترون هلالها أو تدفعون مقالة عن ربكم جبريل بلغها النبي فقالها شهدت من الأنفال آخر آية بتراثهم فأردتم إبطالها يعني بني العباس وبني علي، فرأيت المهدي وقد زحف من صدر مصلاه حتى صار على البساط إعجابا، وقال: كم أبياتها؟ قال: مائة، فأمر له بمائة ألف درهم.
وروى علي بن محمد النوفلي عن أبيه قال: كان مروان بن أبي حفصة لا يأكل اللحم بخلا حتى يقرم إليه، فإذا قدم بعث غلامه فاشترى له رأسا فأكله، فقيل له: لا نراك تأكل في الصيف والشتاء إلا الرؤوس، قال: نعم؛ لأني أعرف سعره فآمن خيانة الغلام، وإن مس عينه أو خده وقفت على ذلك، وآكل منه ألوانا، وأكفى مؤونة الطبخ.
وقال جهم بن خلف: أتينا اليمامة، فنزلنا على مروان بن أبي حفصة، فأطعمنا تمرا، وأرسل غلامه بفلس وسكرجة يشتري به زيتا، فلما جاءه بالزيت قال: خنتني. قال: من فلس! كيف أخونك؟! قال: أخذت الفلس واستوهبت زيتا.
قال الفسوي: مات مروان سنة اثنتين وثمانين ومائة.
وقيل: مولده سنة خمس ومائة.
٣٤٢ – ق: مروان بن سالم الشامي ثم الجزري.
عن صفوان بن سليم، والأعمش، وعبد الملك بن أبي سليمان، وجماعة. وعنه الوليد بن مسلم، ونعيم بن حماد، وأبو همام السكوني، وغيرهم.