للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الحبشة، ألست أحق الناس بكم؟ قالوا: بلى. قال: فكيف رأيتم سيرتي فيكم؟ قالوا: خير سيرة. قال: فما بالكم؟ قالوا: فارقت ديننا وزعمت أن عيسى عبد. قال: فما تقولون أنتم؟ قالوا: هو ابن الله. فوضع يده على صدره، على قبائه، وقال: هو يشهد أن عيسى ابن مريم. لم يزد على هذا شيئا، وإنما يعني على ما كتب. فرضوا وانصرفوا.

فبلغ ذلك النبي ، فلما مات صلى عليه واستغفر له، ، وإنما ذكرنا هذا بعد بدر استطرادا (١)، والله أعلم.

[سرية عمير بن عدي الخطمي]

ذكر الواقدي (٢) أن رسول الله بعثه لخمس بقين من رمضان، إلى عصماء بنت مروان؛ من بني أمية بن زيد؛ وكانت تعيب الإسلام، وتحرض على النبي ، وتقول الشعر. فجاءها عمير بالليل فقتلها غيلة.

[غزوة بني سليم]

قال ابن إسحاق (٣): لم يقم رسول الله ؛ منصرفه عن بدر بالمدينة، إلا سبعة أيام. ثم خرج بنفسه يريد بني سليم. واستخلف على المدينة سباع بن عرفطة الغفاري، وقيل: ابن أم مكتوم.

فبلغ ماء يقال له: الكدر. فأقام عليه ثلاثا، ثم انصرف. ولم يلق أحدا.


(١) وقد تقدم خبر النجاشي قبل الهجرة أيضًا.
(٢) المغازي ١/ ١٧٢ - ١٧٤.
(٣) ابن هشام ٢/ ٤٣ - ٤٤.