حسن الاعتقاد، مليح الانقياد، كل العالم يشهد بفضله، ويعترف بنبله.
وكان حَسَن المحاورة، ظريف المجالسة، محبوب الصورة، بشوش الوجه، صاحب أناة وحلم ووقار ولطف وفتوة وكرم، وكان مجلسه عامراً بالفقهاء والمحدثين وأهل الدين، وكان علامة وقته، ونسيج وحده، وريحانة زمانه، قد أوقع الله محبته في قلوب الخلق، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، ولم أر أحداً يصلي صلاةً أحسن منه، ولا أتم خشوعاً، وكان يدعو بدعاءٍ حسن بعد قراءتهم لآيات الحرس بالجامع بعد العشاء.
وكان ربع القامة، وليس بالقصير، أزهر اللون، واسع الوجه، مشرَباً بحمرة، واسع الجبين، أزج الحاجبين، أبلج، أقنى الأنف، كثّ اللحية، سهل الخدين، أشهل العينين، رقيق البشرة، متقارب الخطى، تسرّى أولاً بجاريةٍ ولم تُقم عنده، ثم بأخرى اسمها خطلو، فولدت له أحمد في سنة خمسٍ وعشرين، فصلى بالناس، وحفظ المقنع، وعاش ستة عشرة سنة، ثم ولدت محمداً، فمات سنة ثلاثٍ وأربعين، وله أربع عشرة سنة، وولدت له ثلاث بنات، منهن فاطمة التي ماتت سنة خمسٍ وثمانين، ثم تزوج خاتون بنت السديد عبد الرحمن بن بركات الإربلي في سنة ثمانٍ وثلاثين، فولدت له الشرف عبد الله سنة تسعٍ وثلاثين، والعزّ محمدا سنة ست وأربعين، والقاضي نجم الدين أحمد سنة إحدى وخمسين، ثم ست العرب التي توفيت سنة اثنتين وسبعين عن نحو ثلاثين سنة، وخلّفت الفخر عبد الله ابن شمس الدين محمد ابن الخطيب شرف الدين عبد الله بن أبي عمر، وتوفي الشمس أبو هذا سنة ثمانٍ وستين قبل أخيه الشيخ العز بيسير، ثم تزوج الشيخ بحبيبة بنت التقي أحمد ابن العز، فولدت له علياً، فعاش ست سنين، ومات، ثم ولدت له عليا وعمر وزينب وخديجة، فتوفي عمر سنة خمسٍ وثمانين، وقُتل الفقيه علي سنة سبعمائة بأرض ماردين شهيداً.
وقال أبو الفتح ابن الحاجب الحافظ: سألت الحافظ ابن عبد الواحد عن شمس الدين عبد الرحمن بن أبي عمر فقال: فقيه، إمام، عالم، خير، دين، حافظ، تفقه على عمه، وسمع على جماعة كثيرة.
قال ابن الخباز: وكان كثير الاهتمام بأمور الناس كلهم ويسأل عن