يا هلالًا لاح في شفقِ أعْفِ أجفاني من الأرقِ فكّ قلبي يا معذبه فهو من صدغيك في حلقِ وله في خطيب:
شُرح المنبر صدرًا لتلقيك رحيبا أترى ضم خطيبًا منك، أم ضُمِّخ طيبا؟ قال ابن السمعاني: هو أشعر رجل رأيته بالشام، غزير الفضل، له معرفة تامة باللغة والأدب، وله شعر أرق من الماء الزلال، سألته عن مولده، فقال: سنة ثمان وسبعين وأربعمائة بعكا.
وقال الحافظ ابن عساكر: لما قدم القيسراني دمشق آخر قدمة نزل بمسجد الوزير ظاهر البلد، وأخذ لنفسه طالعًا، فلم ينفعه تنجيمه، ولم تطل مدته، وكان قد أنشد والي دمشق قصيدة، مدحه بها يوم الجمعة، فأنشده إياها وهو محموم، فلم تأت عليه الجمعة الأخرى، وكنت وجدت أخي قاصدًا عيادته فاستصحبني معه، فقلت لأخي في الطريق: إني أظن القيسراني سيلحق ابن منير كما لحق جريرُ الفرزدق، فكان كما ظننت، فلما دخلنا عليه وجدناه جالسًا، ولم نر من حاله ما يدل على الموت، وذكر أنه قد تناول مُسهلًا خفيفًا، فبلغنا بعد ذلك أنه عمل معه عملًا كثيرًا، فمات ليلة الأربعاء الثاني والعشرين من شعبان، ودُفن بباب الفراديس.
قلت: وفي أولاده جماعة وزراء وفُضلاء.
٤٧٨ - محمد بن يحيى بن أبي منصور، العلامة أبو سعد النيسابوري، الفقيه الشافعي محيي الدين، تلميذ الغزالي.
تفقّه على: أبي حامد الغزالي، وأبي المظفّر أحمد بن محمد الخوافي، وبرع في الفقه، وصنف في المذهب والخلاف، وانتهت إليه رياسة الفقهاء بنيسابور، ورحل الفقهاء إلى الأخذ عنه من النواحي، واشتهر اسمه، وصنّف