للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

واحد منهم يشد على ألـ ـفين عريان ما له من إزار كم شريف قد أخملته وكم قد رفعت من مقامر عيار

وقال آخر في غوغاء البغاددة:

إذا حضروا قالوا بما يعرفونه وإن لم يروا شيئا قبيحا تخرصوا ترى البطل المشهور في كل بلدة إذا ما رأى العريان يوما يبصبص

ثم كانت بينهم وقعة درب الحجارة، وكانت لأصحاب محمد الأمين على أصحاب طاهر، فقتل فيها خلق كثير.

ثم كانت وقعة باب الشماسية، وأسر فيها هرثمة، وانتصر فيها أصحاب محمد، وأسر هرثمة رجل من العراة، ولم يعرفه، فحمل بعض أصحاب هرثمة على الرجل فقطع يده، وخلصه، فمر منهزما، وبلغ خبره أهل عسكره فتقوض بما فيه، وهرب أهله نحو حلوان، وكان على العراة حاتم بن الصقر.

ثم نجد هرثمة وأصحابه طاهر بن الحسين وأصحابه، وقتلوا من العراة خلائق، فأيقن محمد بالهلاك، وهرب من عنده عبد الله بن خازم بن خزيمة إلى المدائن في السفن بعياله.

وقيل في قتل العراة:

كم قتيل قد رأينا ما سألناه لأيش دارعا تلقاه عريا ن بجهل وبطيش حبشيا يقتل النا س على قطعة خيش مرتد بالشمس راض بالمنى من كل عيش يحمل الحملة لا يقـ ـتل إلا رأس جيش احذر الرمية يا طا هر من كف الحبيشي

ودام حصار بغداد خمسة عشر شهرا هكذا، فلا قوة إلا بالله.

وفيها قوي السفياني بالشام، واستولى على سائرها باليمانية، وهربت القيسية من الغوطة، ثم إنه توثب عليه مسلمة بن يعقوب الأموي المرواني، وقبض عليه في أثناء السنة وقيده، واستبد بالأمر وبايع لنفسه، فلم يبلع ريقه حتى حاصره ابن بيهس بدمشق أياما، ثم نصب على السور السلالم، كما يأتي.

<<  <  ج: ص:  >  >>