حدّث عن عبد الملك الكَروخيّ. روى عنه أبو القاسم بن صصرى، وغيره.
وناب في القضاء عن الشهرزوريّ. ودرس بالغزاليّة (١) مدّة، وعاش نيّفًا وسبعين سنة.
توفّي في تاسع ربيع الآخر.
٣٠١ - بوري، تاج الملوك مجد الدين، أخو السلطان صلاح الدين.
صار إلى عفو اللَّه فِي الثالث والعشرين من صَفَر، وَلَهُ ثلاثٌ وعشرون سنة. وكان أصغر أولاد نجم الدين أيوب.
وكان أديبًا فاضلًا لَهُ ديوان شِعر، منه:
يا حياتي حين يرضى … ومماتيِ حين يسخط
آه من ورد على خد … يك بالمسك منقط
بين أجفانك سلطا … ن على ضعفي مُسلط
قد تصبّرت وإن بر … ح الشّوق وأفرط
فلعلّ الدّهر يومًا … بالتلاقي منك يغلط
وله:
رمضان بل مرضان إلَّا أنهم … غلطوا إذًا فِي قولهم وأساؤوا
مرضان فيه تحالفا، فنهاره … سِلّ وسائر ليله استسقاءُ
وله:
أقبل من أعشقه راكبًا … من جهة الغرب على أشهب
فقلت: سُبحانك يا ذا العُلا … أشرقت الشمس من المغرب
توفّي على حلب من طعنةٍ أصابت رُكبته يوم سادس عشر المحرم يوم نزول أخيه عليها، فمرض منها. وكان السلطان قد أعدّ للصالح عماد الدين صاحب حلب ضيافة فِي المخيم بعد الصُّلح، وهو على السِّماط إذ جاءه الحاجب فأسرَّ إليه موت بوري، فلم يتغير وأمره بتجهيزه ودفْنه سرًّا،، وأعطى الضيافة حقّها. فكان يقول: ما أخذنا حلب رخيصة.
(١) من مدارس دمشق، تقع في الزاوية الشمالية الغربية شمالي مشهد عثمان المعروف بمشهد النائب من الجامع الأموي. (الدارس ١/ ٤١٢).