وأحضرت مجلس أبي بكر ابن المقرئ ولي أربع سنين، فتحدثوا في سماعي، فقال ابن المقرئ: اقرأ والمرسلات. فقرأتها ولم أغلط فيها. فقال: سمعوا له والعهدة علي.
قال الخطيب: ولم أر أجود ولا أحسن قراءة منه.
قلت: روى عنه أبو علي الحداد، وقرأ عليه بالروايات غير واحد، ومات بأصبهان في جمادى الآخرة.
١٧٠ - عبد الرحمن بن الحسن بن سعيد، أبو القاسم الخزرجي القرطبي.
رحل إلى المشرق في جمادى الأولى سنة ثمانين وثلاثمائة، فحج أربع حجج.
قال أبو علي الغساني: سمعته غير مرة يقول: من شيوخي في القرآن، أبو أحمد السامري، وأبو الطيب بن غلبون، وأبو بكر محمد بن علي الأدفوي، ومن شيوخه في الحديث أبو بكر المهندس، والحسن بن إسماعيل الضراب، وأبو مسلم الكاتب. قال: لقيت كل هؤلاء بمصر، ولقي بالقيروان: أبا محمد بن أبي زيد، وقرأ بالأندلس على: أبي الحسن الأنطاكي.
وأقرأ الناس في مسجده بقرطبة زمانا. ثم نقله يونس بن عبد الله القاضي إلى الجامع، فواظب على الإقراء، وأم في الفريضة إلى أن توفي لست بقين في المحرم فجاءة.
وقال أبو عمر بن مهدي: كان من أهل العلم بالقراءات، حافظا للخلف بين القراء، مجودا للقرآن، بصيرا بالنحو، مع الحج والخير والأحوال المستحسنة. أجلس للإقراء بجامع قرطبة.
١٧١ - عبد الرحمن بن عبد الوهاب بن محمد بن صميد الدمشقي.
حدث عن عبد الوهاب الكلابي، وتمام. روى عنه نجا بن أحمد.