الله بمرأى وبمسمع، فليتق الله أمير المؤمنين وليسع بالمفاداة فيهم من الله سبيلا، وليخرج من حجة الله عليه، فإن الله قال لنبيه: وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله، والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا، والله يا أمير المؤمنين ما لهم يومئذ فيء موقوف، ولا ذمة تؤدي خراجا إلا خاصة أموالهم، وقد بلغني عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: إني لأسمع بكاء الصبي في الصلاة فأتجوز فيها مخافة أن تفتن أمه، وكيف بتخليتهم في أيدي عدوهم يمتهنونهم ويطئونهم، وأنت راع والله فوقك ومستوف منك يوم توضع الموازين القسط ليوم القيامة، فلما وصل كتابه أمر بالفداء.
وقال محمد بن خلف بن المرزبان: حدثنا أبو نشيط محمد بن هارون، قال: حدثنا الفريابي قال: اجتمع الثوري، والأوزاعي، وعباد بن كثير بمكة فقال سفيان الثوري للأوزاعي: حدثنا يا أبا عمر حديثك مع عبد الله بن علي، قال: نعم، لما قدم الشام، وقتل بني أمية فجلس يوما على سريره، وعبأ أصحابه أربعة أصناف: معهم السيوف مسللة صنف، ومعهم الجزرة صنف، ومعهم الأعمدة صنف، ومعهم الكافركوب صنف، ثم بعث إلي فلما صرت بالباب أنزلوني عن دابتي، وأخذ اثنان بعضدي، ثم أدخلوني بين الصفوف حتى أقاموني مقاما يسمع كلامي، فسلمت فقال لي: أنت عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي؟ قلت: نعم أصلح الله الأمير، قال: ما تقول في دماء بني أمية؟ فسألني مسألة رجل يريد أن يقتل رجلا، فقلت: قد كانت بينك وبينهم عهود،