للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ب - الوقوف على الوثائق والخطوط]

وكان يرجح رواية على أخرى بعد تقويتها بما يقفُ عليه من وثائق وخطوط تؤيد ترجيحه، نحو قوله في تحديد وفاة عز الدين بن الأثير المؤرخ: "رأيتُ تصحيحه على طبقة تاريخها في نصف شعبان سنة ثلاثين" (١). ولما اختلف المؤرخون الذين ترجموا لابن دحية الكلبي "ت ٦٣٣ هـ" مثل أبي عبد الله الأبار وابن الدبيثي والضياء المقدسي والتقي الإسعردي وابن نقطة وابن مَسدي وابن واصل الحموي في تقويمه وروايته لكتاب "الموطأ"، رجع الذهبي إلى طبقات السماع والإجازات وخطوط العلماء لتبيان صحة هذه الرواية وترجيحها (٢).

[ج - الاستفادة من الوقائع التاريخية الأخرى]

وقد يرجح رواية على أخرى لأن هناك من الوقائع التاريخية الثابتة عنده ما يؤيد هذا الترجيح. من ذلك مثلًا أن المؤرخين اختلفوا في تاريخ وفاة عبد الله بن عمر بن الخطاب، فذكر الهيثم بن عدي وأبو نعيم وعلي بن المديني وأبو بكر بن أبي شيبة وأبو مسهر أنه توفي سنة ٧٣ هـ، وقال خليفة بن خياط وسعيد بن عفير إنها كانت سنة ٧٤ هـ. وقد رجح الذهبي التاريخ الأخير بالرغم من اتفاق جملة من المؤرخين الثقات في التاريخ الأول مستدلًا بصلاة ابن عمر نفسه على جنازة رافع ابن خديج الأنصاري الصحابي المشهور (٣) الذي توفي في أول سنة ٧٤ هـ (٤). وقال في ترجمة حنش بن عبد الله الصنعاني: "غزا المغرب وسكن إفريقية ولهذا عامة أصحابه مصريون، وتوفي غازيًا بإفريقية سنة مئة. وثقه العجلي، وأبو زرعة. وأما أبو سعيد بن يونس فقال: حنش الصنعاني كان مع عليّ بالكوفة وقدم مصر بعد قتل عليّ وغزا المغرب مع رويفع بن ثابت … وله عقب بمصر وهو أول من ولي عشور إفريقية وبها توفي سنة مئة. وكذا قال الواقدي في وفاة حنش الصنعاني. قلت: وهم ابن يونس


(١) الورقة ٩٦ (أيا صوفيا ٣٠١٢).
(٢) الورقة ١٣٨ - ١٣٩ من النسخة السابقة.
(٣) ٢/ ٨٥٢.
(٤) ٢/ ٨١٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>