وكان يسرد الصَّوم إلا يوم الجمعة، ثمّ يخرج إلى المسجد، فيخرج إليه جيرانه، فيتكّلم معهم في دينهم ودنياهم، ثم يصلّي العشاء، ويدخل بيته، فيحدِّث أهله، ثمّ ينام نومةً قد أخذتها نفسه، ثم يقوم، هذا دأبه إلى أن توفّي. وكان جلدا، قويا على المشي، مواظبا لحضور الجنائز، ولم ير راكبا قطّ، ومشى مع ضعيفٍ في مظلمة إلى إشبيلية، ومع آخر إلى إلبيرة، ومع امرأة ضعيفة إلى جيّان.
١٢٢ - بوران، ابنة الوزير الحسن بن سهل.
الّتي تزوجّ بها المأمون، ودخل بها في سنة عشر ومائتين، فاحتفل أبوها لعرسها وجهازها احتفالاً يضرب به المثل، ونثر على الأمراء الجوهر والذهب وبنادق المسك التي في باطنها رقاع بأسماء ضياع، وأسماء جوار، وخيل، وأقام بمؤونة العسكر كلّه أيّام العرس، فأنفق عليهم وعلى العرس ونحو ذلك في مدّة عشرين يوما خمسين ألف ألف درهم. ولا أعلم جرى في الإسلام عرس مثله.
توفيّت في ربيع الأوّل سنة إحدى وسبعين، ولها ثمانون سنة، ودفنت في قبَّتها، وما زالت وافرة الحرمة، كاملة الحشمة إلى أن ماتت.
١٢٣ - جعفر بن المعتمد أحمد بن المتوكّل جعفر بن المعتصم العبّاسيّ، المفوضَّ إلى الله وليّ العهد.
عقد له أبوه، وخطب له على المنابر زمانا، ثم خلعه أبوه وولّى أخاه المعتضد العهد خوفا من المعتضد. يقال: إنّ المعتضد لمّا استخلف قتل المفوَّض هذا في سنة ثمانين، وقيل: بل مات فيها موتا.
١٢٤ - جعفر بن أحمد بن سام، أبو الفضل، قاضي البصرة.
يروي عن: إسحاق الفرويّ، وغيره. وعنه: محمد بن مخلد، وأحمد بن كامل القاضي.