١٦٢ - عليّ بن أحمد بن محمد بن عمر بن حسن، أبو الحسن العَلويّ الحسينيّ الزيديّ البغداديّ القدوة السيّد الفقيه الشافعي المحدّث.
قال ابن الدّبيثي: أحد الأعيان والزّهّاد والنسّاك. حفظ القرآن وحصّل الفقه، وكتب الكثير من الحديث وجمعه. وكان نبيلًا، جامعًا لصفات الخير. سمعت شيخنا ابن الأخضر يعظّم شأنه ويثني عليه ويصف زهده ودينه. وقال: أوّل سماعه سنة سبع وأربعين وإلى آخر عمره. سمع الحافظ ابن ناصر، وابن الزاغونيّ، ونصر ابن العكبريّ. وانتخب لنفسه أجزاء، وحدّث بها وسمع منه شيوخه وأقرانه تبرّكًا به، منهم عمر القرشيّ، وعمر العُليميّ، وأبو المواهب بن صصرى. وكان ثقة صدوقًا. ولد سنة تسع وعشرين وخمسمائة، وتوفّي في شوّال وأبواه في الحياة، ودفن بداره. ووقف كتبه، وانتفع بها الناس.
وقيل: إنّ الوزير عضد الدين ابن رئيس الرؤساء لمّا عاد إلى الوزارة بعث إليه بألف دينار، وكان نذَرها إن عاد إلى الوزارة، فلمّا سمع المستضيء بذلك بعث إلى الشريف بألف دينار أخرى، وبعثت إليه بنفشه أمّ الخليفة بألف دينار، فلم يتصرّف فيها بل بنى مسجدًا واشترى كتبًا كثيرة وقفها فيه وانتفع بها الناس.
١٦٣ - عليّ بن حُميد بن عمّار، أبو الحسن الأنصاريّ الأطرابلسيّ ثم المكيّ النحويّ المقرئ.
حدّث في هذا العام بصحيح البخاريّ، عن أبي مكتوم عيسى بن أبي ذرّ الهرويّ سماعًا، وهو آخر من سمع منه. روى عنه محمد بن عبد الرحمن التُجيبيّ الأندلسيّ، وعبد الرحمن بن أبي حرَميّ فتّوح بن بنين المكّي العطّار، وناصر بن عبد الله المصريّ العطّار نزيل مكة ستين عامًا، وأبو الربيع سليمان بن أحمد السّعديّ المغربل الشارعيّ، وآخرون. حدّث في سنة خمس وسبعين.