للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والمغنم إلى يوم القيامة»، متفق عليه من حديث حصين.

قال السمعاني: كان شيخا صالحا معمرا، أديبا فاضلا.

٢٩٤ - محمد بن فرج، أبو عبد الله مولى محمد بن يحيى، المعروف بابن الطلاع، القرطبي الفقيه المالكي، مفتي الأندلس ومسندها في الحديث.

ولد في سلخ ذي القعدة سنة أربع وأربعمائة.

ذكره ابن بشكوال، فقال: بقية الشيوخ الأكابر في وقته، وزعيم المفتين بحضرته، روى عن يونس بن عبد الله القاضي، ومكي بن أبي طالب، وأبي عبد الله بن عابد، وحاتم بن محمد، وأبي علي الحداد الأندلسي، وأبي عمرو المرشاني، ومعاوية بن محمد العقيلي، وأبي عمر ابن القطان.

قال: وكان فقيها عالما، حافظا للفقه، حاذقا بالفتوى، مقدما في الشورى، مقدما في علل الشروط، مشاركا في أشياء، مع دين وخير وفضل، وطول صلاة، قوالا للحق وإن أوذي فيه، لا تأخذه في الله لومة لائم، معظما عند الخاصة والعامة يعرفون له حقه، ولي الصلاة بقرطبة، وكان مجودا لكتاب الله، أفتى الناس بالجامع، وأسمع الحديث، وعمر حتى سمع منه الكبار والصغار، وصارت الرحلة إليه، ألف كتابا حسنا في أحكام النبي صلى الله عليه وسلم قرأته على أبي رحمه الله، عنه، وتوفي لثلاث عشرة ليلة خلت من رجب، وشهده جمع عظيم.

وقال القاضي عياض: كان صالحا قوالا بالحق، شديدا على أهل البدع، غير هيوب للأمراء، شوور عند موت ابن القطان، إلى أن دخل المرابطون فأسقطوه من الفتيا لتعصبه عليهم، فلم يستفت إلى أن مات، سمع منه عالم كثير، ورحل الناس إليه من كل قطر لسماع الموطأ ولسماع المدونة لعلوه في ذلك.

وحدث عنه أبو علي بن سكرة، وقال في مشيخته التي خرجها له

<<  <  ج: ص:  >  >>