٣١٣ - الحسن بن عدي بن أبي البركات بن صخر بن مسافر بن إسماعيل، المقلب بتاج العارفين شمس الدين، أبو محمد شيخ الأكراد.
وجده أبو البركات هو أخو الشيخ القدوة عدي، رحمة الله عليه.
وكان الحسن هذا من رجال العالم رأياً ودهاء، وله فضل وأدب، وشعر جيد، وتصانيف في التصوف. وله أتباع ومريدون يتغالون فيه. وبينه وبين الشيخ عدي من الفرق كما بين القدم والفرق، وبلغ من تعظيم العدوية له - فيما حدثني - أبو محمد الحسن بن أحمد الإربلي قال: قدم واعظ على الشيخ حسن هذا فوعظ حتى رق حسن وبكى وغشي عليه، فوثب بعض الأكراد على الواعظ فذبحوه. ثم أفاق الشيخ حسن فرآه يخبط في دمه فقال: ما هذا؟ فقالوا: وإلا أيش هذا من الكلاب حتى يبكي سيدي الشيخ؟ فسكت حفظاً لدسته وحرمته.
قلت: وقد خاف منه الملك بدر الدين لؤلؤ صاحب الموصل، وعمل عليه حتى قبض عليه وحبسه، ثم خنقه بوتر بقلعة الموصل خوفاً من الأكراد، لأنهم كانوا يشنون الغارات على بلاده، فخشي لا يأمرهم بأدنى إشارة فيخربون بلاد الموصل لشدة طاعتهم له. وفي الأكراد طوائف إلى الآن يعتقدون أن الشيخ حسنا لا بد أن يرجع، وقد تجمعت عندهم زكوات ونذور ينتظرون خروجه، وما يعتقدون أنه قتل.
ورأيت له كتاباً فيه عشرة أبواب، أحد الأبواب إثبات رؤية الله تعالى في الدنيا عياناً، وأن غير واحد من الأولياء رأى الله عياناً، واستدل على ذلك، فنعوذ بالله من الخذلان والضلال!
ومن تصانيفه: كتاب محك الإيمان، وكتاب الجلوة لأرباب الخلوة، وكتاب هداية الأصحاب، وله ديوان شعر فيه أشياء من الاتحاد، فمن ذلك:
وقد عصيت اللّواحي في محبّتها وقلت كفّوا فهتك السترّ أليق بي في عشق غانيةٍ في طرفها حورٌ في ثغرها شنبٌ وجدي من الشّنب