للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإن قرئ علي حديث في التوحيد، سماني مشبها. وإن كان في الرؤية سماني سالميا.

إلى أن قال: وأنا متمسك بالكتاب والسنة، متبرئ إلى الله من الشبه والمثل، والضد والند، والجسم والأعضاء والآلات، ومن كل ما ينسبه الناسبون إلي ويدعيه المدعون علي، من أن أقول في الله شيئا من ذلك، أو قلته، أو أراه، أو أتوهمه، أو أتجرأه، أو أنتحله، أو أصفه به، وإن كان على وجه الحكاية، سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون علوا كبيرا.

وقال أبو زكريا يحيى بن منده: كان عمي سيفا على أهل البدع، وأكبر من أن يثني عليه مثلي، كان والله آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر، وفي الغدو والآصال ذاكرا، ولنفسه في المصالح قاهرا، فأعقب الله من ذكره بالشر الندامة إلى يوم القيامة، وكان عظيم الحلم كثير العلم، ولد سنة ثلاث وثمانين. قرأت عليه حكاية شعبة: من كتبت عنه حديثا فأنا له عبد. فقال عمي: من كتب عني حديثا فأنا له عبد.

وسمعت أبي أبا عمرو يقول: اتفق أن كنا ليلة مجتمعين للإفطار في رمضان، وكان الحر شديدا، وكنا نأكل ونشرب، وكان عبد الر من يأكل ولا يشرب، فقلت أنا على سبيل اللعب: من عادة أخي أن يأكل ليلة ولا يشرب، ويشرب ليلة أخرى ولا يأكل. قال: فما شرب تلك الليلة. وفي الليلة الآتية كان يشرب ولا يأكل البتة، فلما كانت الليلة الثالثة قال: أيها الأخ، لا تلعب بعد هذا بمثله، فإني ما اشتهيت أن أكذبك.

قلت: وقال الدقاق في رسالته: أول شيخ سمعت منه الشيخ الإمام السيد السديد الأوحد أبو القاسم بن منده، فرزقني الله جل جلاله ببركته وحسن نيته وجميل سيرته وعزيز طريقته، فهم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكان جذعا في أعين المخالفين أهل البدع والتبدع المتنطعين، وكان ممن لا يخاف في الله لومة لائم، ووصفه أكثر من أن يحصى.

ذكر أبو بكر أحمد بن هبة الله بن أحمد اللوردجاني أنه سمع من لفظ أبي القاسم سعد الزنجاني بمكة يقول: حفظ الله الإسلام برجلين، أحدهما بأصبهان

<<  <  ج: ص:  >  >>