للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال: كان للسلطان عادة أنه يطلع ويتلقانا، فقال: وأين السلطان، قد قتلناه، فعرج بفرسه عنه وقال: إليك عني، أكلما قام سلطان وثبتم عليه! فاعتوره أعوان السلطان الذي قتل بالسيوف فقتلوه بظاهر القاهرة، ورمي على مزبلة وحجه الخلق للفرجة والعبرة، ثم دفن بتربته يوم منتصف ربيع الآخر، وقد نيف على الثلاثين.

٥١٩ - عبد الحافظ بن بدران بن شبل بن طرخان، الزاهد الحنبلي، القدوة، المسند، الرحالة، أبو محمد عماد الدين النابلسي، المقدسي، شيخ نابلس.

قدم دمشق في صباه وسمع الكثير من الشيخ الموفق وموسى بن عبد القادر وابن راجح وأحمد بن طاوس وزين الأمناء والبهاء عبد الرحمن وابن الزبيدي وجماعة، وأجاز له أبو القاسم ابن الحرستاني وأبو البركات بن ملاعب، وتفرد بأشياء، وقصد للسماع والزيارة والتبرك، وبنى بنابلس مدرسة وجدد طهارة.

وكان كثير التلاوة والأوراد، لازمًا لبيته الذي بجنب مسجده، وقيل: إنه تعاطى الكيمياء مدة ولم تصح له، قرأت عليه عشرة أجزاء (١)، ورحل إليه قبلي ابن العطار والبرزالي وسمعا منه، وزار القدس وسمع منه: ابن مسلم وابن نعمة وجماعة.

وتوفي بنابلس في الرابع والعشرين من ذي الحجة، ودفن بتربته التي بزاويته بطور عسكر، وقد شارف التسعين، وأول سماعه في سنة خمس عشرة وستمائة (٢).

٥٢٠ - عبد الحميد بن عبد الرحمن بن رافع بن منهال بن عيسى، الفقيه، الزاهد، العابد، حسام الدين اليونيني، الحنبلي مريد الشيخ إبراهيم البطائحي، وفقيه قرية عمشكا (٣) وخطيبها.

شيخ عالم، صالح، عابد، دائم الذكر والتلاوة والمراقبة، كثير الصيام،


(١) ينظر معجم شيوخ الذهبي الكبير ١/ ٣٤٧ - ٣٤٨.
(٢) ينظر تاريخ ابن الجزري ٢/ الورقة ١٤٤ (باريس).
(٣) الضبط من خط المصنف.