٣٣٩ - محمد بن عبد الملك بن مسعود، أبو بكر الدينوري.
أحد العدول ببغداد، كان متساهلًا في الشهادة فعزل، وكان غير محمود الطريقة، ثم أعيد إلى العدالة في أواخر أيامه.
سمع من أبي سعد ابن الطيوري، وعبد القادر بن يوسف. روى عنه أبو سعد السمعاني، ومات قبله.
توفي سنة تسع في شعبان.
٣٤٠ - محمود ابن قسيم الدولة أبي سعيد زنكي بن آقسنقر التركي، الملك العادل نور الدين، ناصر أمير المؤمنين، أبو القاسم.
قال ابن عساكر: كان آقسنقر قد ولي نيابة حلب للسلطان ملك شاه بن ألب رسلان، وولي غيرها من بلاد الشام. ونشأ قسيم الدولة زنكي بالعراق، وندبه السلطان محمود بن محمد بن ملكشاه بن ألب رسلان برأي الخليفة المسترشد بالله لولاية الموصل، وديار بكر، والبلاد الشامية، بعد قتل آقسنقر البرسقي، وموت ابنه مسعود. وظهرت كفاية زنكي، وعرفت شهامته وثباته عند ظهور ملك الروم، ونزوله على شيزر، حتى رجع إلى بلاده خائباً. وقد حاصر ابن قسيم الدولة زنكي دمشق مرتين، فلم يفتحها، وافتتح الرها، والمعرة، وكفرطاب وغيرها من أيدي الكفار، وتوفي. وقام مقامه في ولاية الشام ابنه الملك نور الدين. ولد في شوال سنة إحدى عشرة وخمسمائة، ودخل قلعة حلب بعد قتل والده على جعبر في ربيع الآخر سنة إحدى وأربعين، فخلع على الأمراء.
قلت: تملك وله ثلاثون سنة. وكان أعدل ملوك زمانه بالإجماع، وأكثرهم جهادًا، وأحرصهم على الخير، وأدينهم وأتقاهم لله.
قال ابن عساكر: ظهر منه بذل الاجتهاد في قيام الجهاد، وخرج من