درك، وشيخ الشيوخ عبد الرحيم بن إسماعيل، وابن بوش، وطائفةٍ. وسمع بدمشق من أبي طالبٍ الخضر بن طاوس، والأمير أسامة بن منقذٍ، وعبد الرزاق النجار، ويحيى الثقفي، والفضل بن الحسين البانياسي، وغيرهم. وحفظ القرآن، وتفقه، وقرأ في الأدب شيئاً.
روى عنه الزكي البرزالي في حياته، والشهاب القوصي، والمجد ابن الحلوانية، وسعد الخير بن أبي الفرج النابلسي، وطائفة. وحدثنا عنه الشرف أحمد ابن عساكر، وابن عمه الفخر إسماعيل، ومحمد بن يوسف الذهبي، وأبو علي ابن الخلال، وأبو بكر بن عبد الدائم، وهو آخر من حدث عنه.
قال القوصي في معجمه: أخبرنا القاضي الرئيس العدل أبو الغنائم بمنزله المجاور لي بدرب زكري، وكان جميل الصحبة والمعاشرة، فكه المحاضرة، حسن المحاورة والمجاورة. حمدت سيرته فيما تولاه من المارستانات والمواريث.
قلت: توفي في ثالث جمادى الآخرة عن ستين سنة، ودفن بتربته بسفح قاسيون.
٤٧٣ - شيركوه، السلطان الملك المجاهد أسد الدين أبو الحارث، صاحب حمص، ولد الأمير ناصر الدين محمد ابن السلطان الملك المنصور أسد الدين شيركوه بن شاذي بن مروان بن يعقوب.
ولد بمصر سنة تسعٍ وستين وخمسمائة. وأعطاه السلطان صلاح الدين حمص بعد موت والده في سنة إحدى وثمانين، فملكها ستاً وخمسين سنة. وسمع بدمشق من أبي المجد الفضل بن الحسين ابن البانياسي. وأجاز له العلامة عبد الله بن بري، وجماعةٌ.
وحدث بدمشق وحمص.
وشهد غزاة دمياط، ورابط عليها. وسكن المنصورة إلى انقضاء الغزاة، واستنقاذ دمياط. وكان شهماً، مهيباً، بطلاً، شجاعاً، مقداماً، معروفاً بالشجاعة. قرر الحمام في نواحي بلاده لنقل الأخبار. وكانت بلاده طاهرةً من الخمر والمكوس. ومنع النساء من الخروج من أبواب حمص مدة إمرته عليها