للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أجود من لفظه. وكان يتنقّص بالفضلاء الّذين في زمانه وكثيرٍ من المتقدّمين وخصوصاً الرئيس ابن سينا. ثمّ ساق من سيرته ما ذكرته أنا.

ثمّ قال: وقال موفق الدّين: إنّ من مشايخه ولد أمين الدّولة ابن التلميذ وبالغ في وصفه وكرمه. وهذا تعصّب، وإلاّ فولد أمين الدّولة لم يكن بهذه المثابة، ولا قريباً منها. ثمّ قال الموفّق: دخلت الموصل، فأقمت بها سنةً في اشتغال متواصل ليلاً ونهاراً، وزعم أهلها أنّهم لم يروا من أحدٍ قبلي ما رأوا منّي من سعة المحفوظ، وسرعة الخاطر، وسكون الطائر. وسمعت الناس يهرجون في حديث السّهرورديّ المتفلسف، ويعتقدون أنّه قد فاق الأوّلين والآخرين، فطلبت من الكمال ابن يونس شيئاً من تصانيفه، وكان يعتقد فيها، فوقعت على التلويحات واللّمحة والمعارج فصادفت فيها ما يدلّ على جهل أهل الزّمان، ووجدت لي تعاليق لا أرتضيها هي خيرٌ من كلام هذا الأنوك. وفي أثناء كلامه يثبت حروفاً مقطّعة يوهم بها أنها أسرارٌ إلهية.

قال: وعملت بدمشق تصانيف جمّة منها: غريب الحديث الكبير الّذي جمعت فيه غريب أبي عبيد، وغريب ابن قتيبة، وغريب الخطّابي. ثمّ عملت له مختصراً سمّيته المجرّد. وأعربت الفاتحة في نحو عشرين كرّاساً.

قلت: وله كتاب الجامع الكبير في المنطق والطّبيعي والإلهي زهاء عشرة مجلّدات بقي يصنّف فيه مدّةً طويلة.

٥٢٣ - عبد الواحد بن إسماعيل بن صدقة، نفيس الدّين أبو محمد الحرّانيّ ثمّ الدّمشقيّ التّاجر.

حدّث عن أبي الحسين أحمد ابن الموازينيّ، ونسيبه محمد بن عليّ بن صدقة. ومات فجاءةً بدمشق في ربيع الآخر.

كتب عنه ابن الحاجب، وغيره.

<<  <  ج: ص:  >  >>