حفظها، ويتولى أوقاف المحدثين من الحبر والكاغد وغير ذلك، ويؤذن في المدرسة البيهقية مدة سنين احتسابا، ووعظ المسلمين وذكرهم الأذكار في الليالي على المئذنة، وكان يأخذ صدقات الرؤساء والتجار ويوصلها إلى المستحقين والمستورين.
قلت: روى عنه ابنه إسماعيل، وزاهر ووجيه ابنا الشحامي، وعبد الكريم بن الحسين البسطامي، ومحمد بن الفضل الفراوي، وعبد المنعم ابن القشيري، وأبو الأسعد القشيري، وآخرون.
وقال الحافظ عبد الغافر بن إسماعيل: أبو صالح المؤذن، الأمين المتقن المحدث، الصوفي، نسيج وحده في طريقته وجمعه وإفادته، ما رأينا مثله في حفظ القرآن وجمع الأحاديث، سمع الكثير، وجمع الأبواب والشيوخ، وأذن سنين حسبة، وتوفي في سابع رمضان، وكان يحثني على معرفة الحديث، ولم أتمكن من جمع هذا الكتاب إلا من مسوداته ومجموعاته، فهي المرجوع إليها فيما أحتاج إلى معرفته وتخريجه. إلى أن قال: ولو ذهبت أشرح ما رأيت منه لسودت أوراقا جمة، وما انتهيت إلى استيفاء ذلك. سمعت منه كتاب الحلية لأبي نعيم بتمامه، ومعجم الطبراني، ومسند الطيالسي، والأحاديث الألف. وما تفرغ لعقد الإملاء من كثرة ما هو بصدده من الإشغال والقراءة عليه.
أخبرنا أحمد بن هبة الله، عن عبد المعز الهروي قال: أخبرنا زاهر قال: أخبرنا أبو صالح المؤذن قال: أخبرنا محمد بن محمد الزيادي قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن يحيى البزاز قال: حدثنا عبد الرحمن بن بشر قال: حدثنا بشر بن السري قال: حدثنا حنظلة بن أبي سفيان، عن سالم بن عبد الله، عن أبيه:«أنه طلق امرأته وهي حائض، فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يراجعها».
وقال أبو جعفر محمد بن أبي علي الهمذاني: سمعت أبا بكر محمد بن أبي زكريا المزكي يقول: ما يقدر أحد أن يكذب في الحديث في هذه البلدة وأبو صالح حي.