العقدي. وعنه: البخاري، وأبو داود، والنسائي، وعمر البجيري، والمحاملي، وأحمد بن علي الجوزجاني، وآخرون.
وكان من الثقات.
٥٩٩ - يحيى بن معاذ الرازي، أبو زكريا الصوفي، العارف المشهور، صاحب المواعظ.
كان حكيم أهل زمانه، سمع: إسحاق بن سليمان الرازي، ومكي بن إبراهيم، وغيرهما. وعنه: الفقيه أبو نصر بن سلام، وأبو عثمان الحيري الزاهد، وأبو العباس أحمد بن محمد الماسرجسي، وعلي بن محمد القباني، ويحيى بن زكريا المقابري، ومشايخ الري، وهمذان، وبلخ، ومرو. ثم استوطن نيسابور، وبها مات.
قال أبو عثمان الحيري: سمعته يقول: يا من ذكره أعز علي من كل شيء، لا تجعلني بين أعدائك غدًا أذل من كل شيء.
وقال أبو بكر الشمشاطي: سمعت يحيى بن معاذ يقول: ما جفت الدموع إلا لقساوة القلوب، وما قست القلوب إلا لكثرة الذنوب، وما كثرت الذنوب إلا من كثرة العيوب.
قلت: وما كثرت العيوب إلا من الاغترار بعلام الغيوب.
وعن: يحيى بن معاذ قال: إلهي ما أكرمك، إن كانت الطاعات فأنت اليوم تبذلها وغدًا تقبلها، وإن كانت الذنوب فأنت اليوم تسترها، وغدًا تغفرها.
وعنه قال: لا تطلب العلم رياء ولا تتركه حياء.
وعنه قال: لو لم يكن العفو من مراده لم يبتل بالذنب أكرم عباده.
وعنه قال: الناس يعبدون الله على أربع: عامل على العبادة، وراهب على الرهبة، ومشتاق على الشوق، ومحب على المحبة.
وقال الحسن بن علويه: سمعت يحيى بن معاذ، وقيل له: فلان لو وعظته؛ فقال: قفل قلبه قد ضاع مفتاحه، لا حيلة لنا فيه.
وعن يحيى قال: عجبت لمن يصحب الخلق والخالق يستصحبه، وعجبت لمن يمنع والله يستقرضه.