قتادة، عن أشياخ من قومه قالوا: قدم سويد بن الصّامت أخو بني عمرو بن عوف مكة حاجّا أو معتمرا، وكان سويد يسمّيه قومه فيهم الكامل لسنّه وجلده وشعره، فتصدّى له رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعاه إلى الله، فقال سويد: فلعلّ الذي معك مثل الذي معي، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: وما الذي معك؟ قال: مجلّة لقمان، يعني حكمة لقمان، قال: اعرضها، فعرضها عليه، فقال: إنّ هذا الكلام حسن، والذي معي أفضل منه، قرآن أنزله الله عليّ، فتلا عليه القرآن، ودعاه إلى الإسلام، فلم يبعد منه، وقال: إنّ هذا لقول حسن. ثم انصرف فقدم المدينة على قومها، فلم يلبث أن قتلته الخزرج، فكان رجال من قومه يقولون: إنّا لنرى أنّه قتل وهو مسلم، وكان قتله يوم بعاث.
وقال البكّائيّ، عن ابن إسحاق قال: وسويد الذي يقول:
ألا ربّ من تدعو صديقا ولو ترى مقالته بالغيب ساءك ما يفري مقالته كالشّهد ما كان شاهدا وبالغيب مأثور على ثغرة النّحر يسرّك باديه وتحت أديمه تميمة غشّ تبتري عقب الظّهر تبيّن لك العينان ما هو كاتم من الغلّ والبغضاء بالنّظر الشّزر فرشني بخير طالما قد بريتني وخير الموالي من يريش ولا يبري
حديث يوم بعاث.
قال يونس، عن ابن إسحاق: حدّثني الحصين بن عبد الرحمن بن سعد بن معاذ، عن محمود بن لبيد قال: لما قدم أبو الحيسر أنس بن رافع مكة، ومعه فتية من بني عبد الأشهل، فيهم إياس بن معاذ، يلتمسون الحلف من قريش على قومهم من الخزرج، سمع بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتاهم فقال