سمعتُ الشيخ أبا الفضل التميمي الحنبلي، وهو عبد الواحد بن عبد العزيز يقول: اجتمع رأسي ورأس القاضي أبي بكر الباقلاني على مِخدة واحدة سبع سِنين.
قال أبو عبد الله: وحضر أبو الفضل التميمي يوم وفاته العزاء، وأمر أن يُنادى بين يدي جنازة القاضي أبي بكر: هذا ناصرُ السنة والدين، هذا إمام المسلمين، هذا الذي كان يذب عن الشريعة ألسنة المخالفين، هذا الذي صنف سبعين ألف ورقة ردا على المُلحدين. وقعد للعزاء مع أصحابه ثلاثة أيام، فلم يبرح، وكان يزور تُربته كل جمعة.
قلت: ما هذا إلا وُد عظيم بين هذا الأشعري وبين هذا الحنبلي، والتميميون معروفون بشيء من الانحراف عن طريقة أحمد، كما انحرف ابن عقيل، وابن الجوزي، وابن الزاغوني، وغيرهم. كما بالغ في الشق الآخر القاضي أبو يعلى، ونحوه.
٣٢٧ - عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن مهدي، أبو عمر الفارسي الكازرُوني، ثم البغدادي البزاز.
سمع أبا عبد الله المحاملي، ومحمد بن مخلد، وابن عياش القطان، وأبا العباس بن عُقدة، ومحمد بن أحمد بن يعقوب السُدوسي، وغيرهم.
وتفرد بالرواية عن جماعة؛ روى عنه أبو بكر الخطيب ووثقه، وهبة الله بن الحسين البزاز، وأبو الغنائم محمد بن علي بن أبي عثمان، وعاصم بن الحسن، وعلي بن محمد بن محمد الأنباري ابن الأخضر، وأبو يوسف عبد السلام بن محمد القزويني رأس المعتزلة، ورزق الله بن عبد الوهاب التميمي، وخلق آخرهم أبو عبد الله بن طلحة النعالي.
وقال الخطيب: كان ثقة أمينا، توفي في رجب. قال: وولد سنة ثمان عشرة وثلاثمائة.
٣٢٨ - عبد الواحد بن محمد بن عثمان، أبو القاسم البجلي الجريري البغدادي.
سمع من جعفر الخُلدي، والنجاد، وأبي بكر النقاش، وعنه أبو بكر