قال: وأقبل يزيد ليلاً في أربعين رجلاً، ودخل الجامع بدمشق، فكسروا باب المقصورة، ودخلوا على واليها، فأوثقوه، وحمل يزيد الأموال على العجل إلى باب المضمار، وعقد راية لعبد العزيز بن الحجاج بن عبد الملك ونادى مناديه من انتدب للوليد فله ألفان، فانتدب معه ألفا رجل.
قال علي المدائني، عن عمر بن مروان الكلبي: حدثني يعقوب بن إبراهيم أن مولى الوليد، لما خرج يزيد الناقص، خرج على فرس له فساق فأتى الوليد من يومه، فنفق الفرس حين وصل فأخبر الوليد فضربه مائة سوط وحبسه، ثم دعا أبا محمد بن عبد الله بن يزيد بن معاوية، فأجازه وجهزه إلى دمشق، فخرج أبو محمد فلما أتى برية أقام فوجه يزيد بن الوليد لحربه عبد الرحمن بن مصاد فسالمه أبو محمد وبايع ليزيد، فأتى الوليد الخبر وهو بالأعرف، فقال له بيهس الكلابي: يا أمير المؤمنين سر فانزل حمص فإنها حصينة، ووجه الجنود إلى يزيد فيقتل أو يؤسر، فقال عبد الله بن عنبسة: ما ينبغي للخليفة أن يدع عسكره ونساءه قبل أن يقاتل ويعذر، والله يؤيده، فقال يزيد بن خالد: وماذا يخاف على حرمه من بني عمهم؟ فقيل له: يا أمير المؤمنين تدمر حصينة وبها بنو كلب قومي. قاله الأبرش، فقال الوليد: ما أرى أن نأتيها وأهلها بنو عامر وهم الذين خرجوا علي، ولكن دلني على حصن، قال: انزل القريتين قال: أكرهها، قال: فهذا الهزم، قال: أكره اسمه، قال: وأقبل في طريق السماوة وترك الريف ومر في سكة الضحاك وبها من آله أربعون رجلاً، فساروا معه، وقالوا: إنا عون فلو أمرت لنا بسلاح، فما أعطاهم سيفاً، فقال له بيهس: هذا حصن البخراء، وهو من بناء العجم فانزله، قال: أخاف الطاعون، قال: الذي يراد بك أشد من الطاعون، فنزل حصن البخراء.
ثم سار عبد العزيز بن الحجاج بالجند الذين أعطاهم الأموال فتلقاهم ثقل الوليد فأخذوه ونزلوا قريباً من الوليد، وأتى الوليد رسول العباس بن الوليد: إني آتيك، فقال الوليد: أخرجوا سريراً، ففعلوا، وجلس عليه،