للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويكفر من قاله، وكذلك صاحباه أبو يعلى الطوسي، وأبو القاسم الرازي.

قلت: وقد اختلف في كتاب نهج البلاغة المكذوب على عليّ عليه السلام، هل هو وضعه، أو وضع أخيه الرضيّ.

وقد حكى عنه ابن برهان النَّحويّ أنّه سمعه ووجهه إلى الحائط يعاتبُ نفسه ويقول: أبو بكر وعمر وليا فعدلا، واسترحما فرحما، أفأنا أقول ارتدا؟

قلت: وفي تصانيفه سبّ الصحابة وتكفيرهم.

١٨٢ - مجاهد بن عبد الله، السلطان أبو الجيش الأندلسي العامريّ الملقب بالموفق، مولى النّاصر عبد الرحمن ابن المنصور أبي عامر وزير الأندلس.

ذكره الحميدي، فقال: كان من أهل الأدب والشجاعة والمحبة للعلوم. نشأ بقرطبة وكانت له همّة وجلادة وجرأة، فلمّا جاءت أيام الفتنة وتغلّبت العساكر على النّواحي بذهاب دولة مولاه، توثب هو على شرق الأندلس، وغلب على تلك الجزائر وحماها، ثم قصد منها في المراكب والعساكر إلى سردانية، جزيرة كبيرة للروم، سنة سبع وأربع مائة، فافتتح معاقلها وغلب على أكثرها، ثم اختلفت عليه أهواء جنده، وجاءت نجدة الروم وقد عزم على الخروج من سردانية طمعا في أن يفرّق من يشغب عليه، فدهمته الملاعين في جحفلهم، وغلبوا على أكثر مراكبه، فحدثنا ابن حزم قال: حدَّثني ثابت بن محمد الجرجانيّ قال: كنتُ مع أبي الجيش أيام غزو سردانية، فدخل بالمراكب في مرسى نهاه عنه أبو خروب رئيس البحريين، فلم يقبل منه، فلمّا حصل في ذلك المرسى هبت ريحٌ جعلت تقذف مراكب المسلمين مركبا مركبا إلى الريف، والروم لا شغل لهم إلا الأسر والقتل، فكلما ملكوا مركبا بكى مجاهد بأعلى صوته ولا يقدر على شيء لارتجاج البحر، وأبو خروب ينشد:

بكى دوبل لا أرقأَ اللهُ دمعه ألا إنّما يبكي من الذّلّ دوبلُ

ويقول: قد كنت حذرته من الدخول هنا فأبى.

ثم تخلصنا في يسير من المراكب.

<<  <  ج: ص:  >  >>