ثم تملك وزارة العاضد بعد عمه شيركوه سنة أربع وستين، وقتل شاور، وحارب السودان؛ واستتب له أمر ديار مصر، فأعاد بها الخطبة العباسية، وأباد بني عُبيد، وعبيدهم.
ثم تملَّك دمشق بعد نور الدين، ثم حمص، وحماة، ثم حلب، وآمد، وميافارقين، وعدة بلاد بالجزيرة، وديار بكر.
وأرسل أخاه فافتتح له اليمن، وسار بعض عسكره فافتتح له بعض بلاد إفريقية.
ثم لم يزل أمره في ارتقاء، وملكه في ارتفاع، إلى أن كسر الفرنج نوبة حطين، وأسر ملوكهم، ثم افتتح طبرية، وعكا، وبيروت، وصيدا، ونابلس، والناصرة، وقيسارية، وصفورية، والشَّقيف، والطُّور، وحيفا، ومعليا، والفولة، وغيرها من البلاد المجاورة لعكا، وسبسطية التي يُقال لها قبر زكريا، وتبنين، وجُبيل، وعسقلان، وغزة، وبيت المقدس، ثم نازل صور مدة أشهر، فلم يقدر عليها وترحل عنها، وافتتح هونين، وكوكب، وأنطرسوس، وجبلة، وبكسرائيل، واللاذقية، وصهيون، وقلعة العيذ، وقلعة الجماهرية، وبلاطنُس، والشَّغر، وبكاس، وسرمانية، وبرزُية، ودربساك، وبغراس، وكانا كالجناحين لأنطاكية، ثم عقد هدنة مع إبرنس إنطاكية، ثم افتتح الكرك، والشوبك، وصفد، والشقيف المنسوب إلى أرنون.
وحضر مصافاتٍ عدة ذُكرت سائرها في الحوادث، رحمه اللَّه وأسكنه جنته بفضله.
وفي سنة تسعٍ ولد:
تقي الدّين إسماعيل بن أبي اليُسر، والكمال عبد العزيز بن عبد، والتاج مظفر بن عبد الكريم الحنبلي، والشهاب محمد بن يعقوب بن أبي الدنية، والزين أحمد بن أبي الخير سلامة، والنجيب محاسن بن الحسن السُّلمي، والزكي إسرائيل بن شقير، والعلامة عز الدّين عبد الرزاق بن رزق اللَّه الرسعنيّ، وسعد اللَّه بن أبي الفضل التنوخيّ البزاز، والشيخ زين الدّين الزواويّ، وعبد الرحمن بن أحمد بن ناصر بن طغان الطّريفيّ، والجمال محمد بن عبد الحق بن خلف، وإمام الدّين محمد بن عمر بن الحسن الفارسيّ، وقاضي القُضاة صدر الدّين أحمد ابن سنيّ الدولة.