للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وابن عساكر في أنه صاحب عليّ لأن صاحب عليٍّ اسمه كما ذكرنا (١) حنش بن ربيعة أو ابن المعتمر وهو كنانيٌّ كوفيٌّ، وقد روى عنه جماعة من الكوفيين كالحكم بن عتيبة و … الذين لم يروا مصر ولا إفريقية فتبين أنهما رجلان. ولحنش صاحب علي ترجمةٌ في الكامل لابن عدي" (٢).

[د - مسايرة أكثر المؤرخين وعدم اعتداده بالشاذ]

إن الذهبي يعتمد جملة المؤرخين ويرجح رواياتهم على رواية مَنْ تَفَرَّدَ عنهم إذا لم يكن لديه أدلة أخرى تؤيد رواية هذا المتفرد نحو قوله في ترجمة حمد بن محمد الخطابي البستي المتوفى سنة ٣٨٦ هـ: "وقد سماه أبو منصور الثعالبي في كتاب اليتيمة أبا سليمان أحمد بن محمد، والصواب حمد كما قاله الجَمُّ الغفير" (٣)، وقوله في غزوة الحديبية: "خرج إليها رسول الله في ذي القعدة سنة ست؛ قاله نافع وقتادة والزهري وابن إسحاق وغيرهم وعروة في مغازيه رواية أبي الأسود، وتَفرَّدَ عليُّ بن مسهر عن هشام عن أبيه أن رسول الله خرج إلى الحديبية في رمضان" (٤).

[هـ - الترجيح بعد التعليل]

ويعلل الذهبي نصًا من النصوص المتعارضة مع ترجيحه ويفسره مستندًا إلى معلوماته العامة، حيث أفاد - مثلًا - من معلوماته عن بعض العادات العربية في احتساب التواريخ في تعليل أحد النصوص وتفسيره، فقد نقل عن ابن إسحاق والواقدي أن غزوة الخندق كانت في سنة خمس للهجرة (٥) ثم نقل بعد ذلك عن موسى بن عقبة وعروة بن الزبير أنها كانت في شوال من سنة أربع ورجح الذهبي سنة خمس، وقال: "وقول موسى وعروة إنها في سنة أربع وهم


(١) ٢/ ٩٣٠.
(٢) ٢/ ١٠٨٦ - ١٠٨٧.
(٣) الورقة ١٩٦ (أيا صوفيا ٣٠٠٨).
(٤) ١/ ٢٤٢.
(٥) ١/ ١٨٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>