للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذلك، فقيل له: فدم الحلاج كتب على الأرض: الله الله، ولا كذلك دم الحسين، فقال: المتَّهم يحتاج إلى تزكية، وهذا في غاية الحُسن، لكن لم يصح ذلك عن دم الحلاج.

وقال الموفق عبد اللطيف: كان رجلًا طُوالاً، مَهيباً، مقداماً، ساد الجواب في المحافل، دخل مصر، وأقبل عليه تقي الدين، وعمل له مدرسة بمنازل العز، وبث العلم بمصر، وكان يُلقي الدرس من الكتاب، وكان يرتاعه كل أحد، وهو يرتاع من الخبوشاني ويتضاءل له، وكان يحمُق بظرافةٍ، ويتيه على الملوك بلباقة، ويخاطب الفقهاء بصرامة، وعرض له جدري بعد الثمانين عمّ جسده، وكحل عينيه، وانحط عنه في السابع، وجاء يوم العيد والسلطان بالميدان، فجاء الطوسي وبين يديه مناد ينادي: هذا ملك العلماء، والغاشية على الأصابع، وكان أهل مصر إذا رأوها قرأوا: {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ} فتفرق له الجمع، وتفرق الأمراء غيظًا منه، وجرى له مع الملك العادل وابن شكر قضايا عجيبة، لما تعرضوا لوقوف المدرس، فمنع عن نفسه وعن الناس، وثبت.

وقال ابن النَجّار: مات بمصر في الحادي والعشرين من ذي القعدة، وحمله أولاد السلطان على رقابهم.

٣٣٣ - محمد بن مكارم بن أبي يعلى، أبو بكر الحريمي.

سمع من أحمد بن الأشقر، والمبارك بن أحمد الكندي، وسعيد ابن البناء.

ويقال له: الحيري نسبة إلى الحيرة التي بقرب عانة، لا إلى حيرة نيسابور.

سمع منه جماعة، وتوفي في صفر، وأجاز لابن أبي الخير.

٣٣٤ - محمد بن هبة الله بن أبي الكرم نصر الله بن محمد بن محمد بن مخلد، أبو المفضل الأزدي، الواسطي العدل، المعروف جده بابن الجلخت.

<<  <  ج: ص:  >  >>