للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولد سنة خمسٍ وخمسين وخمسمائة. وسمع من محمد بن محمد بن السّكن. كتب عنه ابن الحاجب، وغيره. ومات في ربيع الآخر.

وحدّث عنه ابن النّجار (١).

٦١٦ - محمد بن نصر الله بن مكارم بن الحسن بن عنين الأديب الرئيس شرف الدين أبو المحاسن الأنصاريّ الكوفيّ الأصل الزرعيّ المنشأ الدّمشقيّ الشاعر، صاحب الديوان المشهور.

وُلِدَ بدمشق في سنة تسعٍ وأربعين وخمسمائة. وسمع من الحافظ أبي القاسم ابن عساكر.

وكان شاعرًا محسنًا، رقيق الشعر، بديع الهجو. ولم يكن في عصره آخرُ مثله بالشام. طوّف وجال في العراق، وخراسان، وما وراء النهر، والهند، ومصر في التجارة. ومدح الملوك والوزراء، وهجا الصّدور والكبراء، وكان غزير المادّة من الأدب، مطلعًا على أشعار العرب، ومن نظمه:

وصلت منك رقعةٌ أسأمتني … وثنت صبري الجميل ملولا

كنهار المصيف ثقلًا وكربًا … وليالي الشتاء بردًا وطولا

ولَهُ:

وما حيوانٌ يتقي النَّاس بطشه … على أنَّه واهي القوى واهن البطش

إذا ضعّفوا نصف اسمه كَانَ طائرًا … وإن كرروا ما فيه كَانَ من الوحش

يعني: العقرب.

ولَهُ:

وصاحبٍ قال في معاتبتي … وظن أن الملال من قبلي

قلبك قد كَانَ شافعي أبدًا … يا مالكي كيف صرت معتزلي

فقلت إذ لج في معاتبتي … ظلمًا وضاقت عن عذره حيلي

خدك ذا الأشعري حنفني … فقال ذا أحمد الحوادث لي

قال ابن خَلّكان (٢): بَلَغني أنَّه كَانَ يستحضر " الْجَمْهرة " لابن دُريد. ولَهُ


(١) تنظر التكملة للمنذري ٣/ الترجمة ٢٤٦١.
(٢) وفيات الأعيان ٥/ ١٤ فما بعد.