٣٥ - أسد بن الفرات، الفقيه أبو عبد الله القيرواني المغربي، مولى بني سليم.
أحد الكبار من أصحاب مالك، ولد بحران سنة خمسٍ وأربعين ومائة، ودخل القيروان مع أبيه في الغزو.
قال ابن ماكولا: أسد بن الفرات بن سنان قاضي إفريقية، مولده في سنة أربع وأربعين ومائة.
روى الموطأ، ورحل إلى الكوفة فأخذ عن أهلها، وسمع من يحيى بن أبي زائدة، وأبي يوسف، وجرير بن عبد الحميد، ومحمد بن الحسن الشيباني، وكتب علم أبي حنيفة. أخذ عنه أبو يوسف القاضي مع تقدمه، وكان قد تفقه قبل ذلك ببلده على علي بن زياد التونسي. وكان جليلا محترما كبير القدر.
قيل: إنه لما قدم مصر من الكوفة أتى ابن وهب فقال له: هذه كتب أبي حنيفة، وسأله أن يجيب فيها على مذهب مالك فتورع، فذهب بها إلى ابن القاسم، فأجابه بما حفظ عن مالك وبما يعلم من أصول مالك وقواعده، وتسمى المسائل الأسدية. وحصلت له رياسة بإفريقية، واشتغلوا عليه، فلما ارتحل سحنون بالأسدية إلى ابن القاسم فعرضها عليه، قال ابن القاسم: فيها شيء لا بد من تغييره. وأجاب عن أماكن، ثم كتب إلى أسد أن عارض كتبك بكتب سحنون، فلم يفعل ذلك، فبلغ ذلك ابن القاسم فتألم وقال: اللهم لا تبارك في الأسدية. فهي مرفوضة عند المالكية.
قال أبو زرعة الرازي: كان عند ابن القاسم ثلاثمائة جلد أو نحوه عن مالك مسائل، وكان أسد رجل من أهل المغرب، سأل محمد بن الحسن عن مسائل، ثم سأل ابن وهب فأبى أن يجيبه، فأتى ابن القاسم فتوسع له،