وخرج في جمادى الآخرة في طلب كرز بن جابر الفهري، وكان قد أغار على سرح المدينة، فبلغ - صلى الله عليه وسلم - وادي سفوان من ناحية بدر، فلم يلق حربا. وسميت بدرا الأولى. ولم يدرك كرزا.
[سرية سعد بن أبي وقاص]
وبعث سعد بن أبي وقاص في ثمانية من المهاجرين، فبلغ الخوار. ثم رجع إلى المدينة.
[بعث عبد الله بن جحش]
قال عروة: ثم بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - في رجب عبد الله بن جحش الأسدي، ومعه ثمانية. وكتب معه كتابا، وأمره أن لا ينظر فيه حتى يسير يومين. فلما قرأ الكتاب وجده: إذا نظرت في كتابي هذا فامض حتى تنزل بين نخلة والطائف، فترصد لنا قريشا، وتعلم لنا من أخبارهم. فلما نظر عبد الله في الكتاب قال لأصحابه: قد أمرني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن أمضي إلى نخلة، ونهاني أن أستكره أحدا منكم. فمن كان يريد الشهادة فلينطلق، ومن كره الموت فليرجع. فأما أنا فماض لأمر رسول الله. فمضى ومضى معه الثمانية، وهم: أبو حذيفة بن عتبة، وعكاشة بن محصن، وعتبة بن غزوان، وسعد بن أبي وقاص، وعامر بن ربيعة، وواقد بن عبد الله التميمي، وسهيل ابن بيضاء الفهري، وخالد بن البكير.
فسلك بهم على الحجاز، حتى إذا كان بمعدن فوق الفرع يقال له بحران، أضل سعد بن أبي وقاص، وعتبة بن غزوان بعيرا لهما، فتخلفا في