الفقراء. وله الدويرة والأصحاب الذين اهتدوا بهديه، وكان زكي النفس مبارك الصحبة، بقيت آثاره على المنتمين في الطريقة إليه. سمع عبد الله بن يوسف، وحمزة بن عبد العزيز المهلبي، وأحمد بن الحسن الحيري، وأصحاب الأصم.
قدم بغداد في صباه، وسمع بمكة من محمد بن أبي سعيد الإسفراييني وغيره.
قال السمعاني: حدثنا عنه ابن بنته عبد الواحد ابن القدوة أبي علي الفضل الفارمذي، وعبد الجبار الخواري. مات في ربيع الأول.
٢٨٧ - عبد الله بن محمد بن عبد الله بن عمر بن أحمد بن مجيب بن المجمع بن بحر بن معبد بن هزارمرد، أبو محمد الصريفيني، خطيب صريفين.
اختلفوا في نسبه في تقديم مجيب على مجمع.
ولد في صفر سنة أربع وثمانين، وسمع أبا القاسم بن حبابة، وابن أخي ميمي الدقاق، وأبا حفص الكتاني، وأبا طاهر المخلص، وأمة السلام بنت القاضي أحمد بن كامل، وجماعة.
ذكره الخطيب فقال: المعروف والده بهزارمرد، قدم بغداد دفعات، وحدث بها، وكان صدوقا.
وقال أبو سعد السمعاني: هو شيخ صالح خير، صارت إليه الرحلة من الأقطار، ولد ببغداد وسكن صريفين. قال: وكان أحمد الناس طريقة، وأجملهم خليقة، وأخلصهم نية، وأصفاهم طوية، سمع منه الكبار مثل قاضي القضاة أبي عبد الله الدامغاني، وأبي بكر الخطيب، والحميدي، وجدي أبي المظفر السمعاني، وهبة الله الشيرازي، ومحمد بن طاهر المقدسي. وحدثنا عنه أبو بكر الأنصاري، وأبو القاسم ابن السمرقندي، وعبد الوهاب الأنماطي، وعلي بن علي بن سكينة.
وحكى ابن طاهر أن هبة الله بن عبد الوارث كان مصعدا إلى الشام منصرفا من بغداد، فدخل صريفين، فرأى شيخا ذا هيئة قاعدا على باب داره، فسأله: هل سمعت شيئا؟ فقال: سمعت ابن حبابة، والمخلص، وأبا حفص