وقال ابنه محمد: توفي في ليلة الجمعة نصف الليل، التاسعة من جمادى الآخرة، ودُفن بمراكش، وتوفي ابنه في سنة خمس وسبعين.
وشيوخ عياض يقاربون المائة.
وقد روى عنه خلق كثير، منهم: عبد الله بن محمد الأشيري، وأبو جعفر بن القصير الغرناطي، وأبو القاسم خلف بن بشكوال، وأبو محمد بن عبيد الله، ومحمد بن الحسن الجابري.
٢٣٢ - عيسى بن هبة الله بن هبة الله بن عيسى أبو عبد الله البغدادي، النقّاش.
ظريف، كيّس، خفيف الروح، صاحب نوادر وشعر رقيق، وحكايات مونقة، قد رأى الناس، وعاشر الظرفاء، وطال عمره، وسار ذكره.
ولد سنة سبع وخمسين وأربعمائة، وسمع: أبا القاسم ابن البُسري، وأبا الحسن الأنباري، الخطيب.
قال ابن السمعاني: كتبتُ عنه بجهد، فإنه كان يقول: ما أنا أهلٌ للتحديث، وعلّقت عنه من شعره.
وقال ابن الجوزي: كان يحضر مجلسي كثيرًا، وكتبت إليه يومًا رقعة، خاطبته فيها بنوع احترام، فكتب إلي:
قد زدتني في الخطاب حتى خشيتُ نقصًا من الزياده فاجعل خطابي خطاب مثلي ولا تغيّر عليّ عاده ومن شعره:
إذا وجد الشيخ من نفسه نشاطًا فذلك موتٌ خفي ألستَ ترى أن ضوء السّراج له لهبٌ قبل أن ينطفي؟ قلت: روى عنه أبو اليُمن الكندي كتاب الكامل للمبرّد، وغير ذلك، وتوفي في جمادى الآخرة.