للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يصيرك يزدن رافضيًا، سيد هؤلاء الأئمة الحسين، ومات عطشان.

وقال ابن الجوزي في المرآة: ومن شعر المستنجد:

عيرتني بالشيب وهو وقار ليتها عيرت بما هو عار إن تكن شابت الذوائب مني فالليالي تزينها الأقمار وله في بخيل:

وباخل أشعل في بيته تكرمة منه لنا شمعه فما جرت من عينها دمعة حتى جرت من عينه دمعه وقال ابن الجوزي: أول من بايعه عمه أبو طالب، ثم أخوه أبو جعفر وكان أسن من المستنجد، ثم الوزير عون الدين، ثم قاضي القضاة. وحدثني الوزير أبو المظفر يحيى بن محمد بن هبيرة، قال: حدثني أمير المؤمنين المستنجد بالله، قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام منذ خمس عشرة سنة فقال لي: يبقى أبوك في الخلافة خمس عشرة سنة. فكان كما قال. ورأيته صلى الله عليه وسلم قبل موت أبي بأربعة أشهر، فدخل بي من باب كبير، ثم ارتفعنا إلى رأس جبل، وصلى بي ركعتين وألبسني قميصًا، ثم قال لي: قل اللهم اهدني فيمن هديت. وذكر دعاء القنوت. وحدثني الوزير ابن هبيرة قال: كان المستنجد قد بعث إلي مكتوبًا مع خادم في حياة أبيه، وكأنه أراد أن يسره عن أبيه، فأخذته وقبلته، وقلت للخادم: قل له: والله ما يمكنني أن أقرأه، ولا أن أجيب عنه. قال: فأخذ ذلك في نفسه علي. فلما ولي دخلت عليه فقلت: يا أمير المؤمنين، أكبر دليل في نصحي أني ما حابيتك نصحًا لأمير المؤمنين. فقال: صدقت، أنت الوزير. فقلت: إلى متى؟ فقال: إلى الموت. فقلت: أحتاج والله، إلى اليد الشريفة. فأحلفته على ما ضمن لي.

قال ابن الجوزي: وحكي أن الوزير بعد ذلك خدم بحمل الكثير من خيل، وسلاح، وغلمان، وطيب، ودنانير، فبعث أربعة عشر فرسًا عرابًا، فيها فرس يزيد ثمنه على أربعمائة دينار، وست بغلات، وعشرة غلمان ترك، وعشرة

<<  <  ج: ص:  >  >>